مدار الساعة - كتب: نهار أبو الليل - أربعة مناصب إعلامية فارغة.. ماذا يجري في الإعلام الرسمي.. قبل استقالة رئيس تحرير صحيفة الرأي الزميل راكان السعايدة، وقبل طلب ذيب القرالة إعفاءه من رئاسة هيئة الاعلام، فرغ كرسي في صحيفة الرأي لرئاسة مجلس إدارة الرأي، وقبل ذلك كان قد فرغ منصب رئاسة مجلس ادارة تحرير الدستور. ولم يجر حتى اليوم ملأهما.
لا يشمّ طبّاخا الاعلام الرسمي رائحة احتراق الطبخة على النار الهادئة التي يجري طبخ الاعلام بها. لكنها رائحة باتت تزكم.
هذه هي الحالة: كرسيا رئاسة إدارة مجلس أكبر صحيفتين أردنيتين وأقدمها كساهما الغبار. الأول حيث صحيفة الدستور منذ عهد الوزير السابق محمد داودية ولا تجد الحكومة حرجاً في تركه فارغاً. وها قد فرغ منصب مواز حيث صحيفة الرأي، بعد ان استقال محمد حسن التل، والخطة الحكومية هي هي. النار الهادئة أحرقت الطبخة، حتى صارت أزكمة رائحتها الانوف.
أما رئاسة تحرير الرأي فاستقالة الزميل راكان السعايدة افرغت الكرسي الثالث من صاحبه. فيما فرغ كرسي هيئة الاعلام بعد ان فضّل الزميل ذيب القرالة الاستقالة على البقاء، ولأسباب قال إنها شخصية. ما علينا.
مدار الساعة التي كانت سبّاقة في الاشارة الى التغييرات قبل وقوعها، كانت تراقب الطبخة، لكنها لم تكن تظن أن ما يراد ان تصير اليه الأمور هو في استبدال الكراسي بوجوه صديقة.
الاتصال بصديق ليس في "من يربح المليون" بل أيضا في "من يربح المنصب". وسواء عرف الصديق ام جهل، فيكفيه انه صديق يا عم.
الطبخة يقوم عليها اثنان وتحت عين وسمع واحد. اما الاثنان فهما وزير وموظف برئاسة الوزراء أما الواحد فرئيس الوزراء بشر الخصاونة.
على كل حال، لا نظن ان حال الاعلام الاردني سيتبدل.. أو يتغير إلى الأحسن.. ونكاد نجزم بأن القادم أسوأ.. مع تمنياتنا بأن يكون توقعنا خاطئاً.
ولنذكّر حاشية الرئيس الخصاونة بتعهداته بالنهوض بالصحفي اليومية قبل ايام خلال زيارته لصحيفة الدستور.
ويبقى سؤال أحد عفاريت الاعلام عندما قال: هل ازمة الصحف اليومية عصيّة الى هذا الحد على الحل حتى عبرت عليها اربع حكومات وهي في ذات الازمة.
