الساعة- أبرزت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، مقطع الفيديو الذي عرضه تنظيم “داعش” بعد تمكنه من استعادة السيطرة على مدينة تدمر شرق محافظة حمص وسط سوريا، وظهر فيه مجموعة من الأسلحة المتطورة، التي استولى عليها التنظيم بعد انسحاب القوات الروسية والسورية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها أمس، إن التنظيم غنم على ما يبدو “مجموعة نفيسة” من الأسلحة والدروع والذخائر والمعدات الأخرى عند دخوله مدينة تدمر، الأمر الذي يساعده على تعزيز مكاسبه على الأرض؛ في وقت انصرف فيه الانتباه إلى معركة حلب.
وتابعت: أن وكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة، عرضت مشاهد من داخل قاعدة روسية، سيطر عليها التنظيم في مدينة تدمر، ووثقت كاميرا “أعماق”، الأسلحة، وصناديق الذخيرة، والآليات، التي استولى عليها التنظيم داخل القاعدة.
وفي الصور التي نشرها التنظيم، تظهر أيضًا قطعًا مدفعية مهجورة وبنادق آلية، وتبدو في خلفية إحدى الصور ملامح لما يبدو أنها منظومة صواريخ أرض-جو من طراز إس-125 وجهاز رادار رصد مرفق بها.
كما استولى التنظيم على صناديق تحوي صواريخ وقذائف بالعشرات، وعلق أحد عناصر التنظيم على الغنائم، بأن “بضاعتهم سترد إليهم”، في إشارة إلى أن التنظيم سيستخدم الغنائم في قتال قوات الأسد وروسيا.
كما قال مسلح آخر من “داعش” أمام بوابة القاعدة الروسية، ساخرًا، إن “هذه هي السيادة السورية التي يتكلمون عنها، وبإذن الله غدًا نفتح روسيا”.
يذكر أن تنظيم الدولة كان سيطر على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي وسط سوريا في عام 2014، قبل طرده منها هذا العام. وكان نظام الأسد أعلن في 11 ديسمبر عن سحب كامل قواته من مدينة تدمر وسط سوريا، واعترف بسيطرة تنظيم الدولة عليها، لكنه قال إنه سيستخدم “كل السبل” لاستعادتها.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن محافظ حمص طلال البرازي قوله : “إن تنظيم الدولة سيطر على مدينة تدمر بريف حمص الشرقي وسط سوريا، وإن الجيش الذي انسحب من المدينة يقاتل لاستعادتها”.
وأضاف المحافظ أن “الجيش يستخدم كل السبل المتاحة لمنع الإرهابيين من البقاء في تدمر”. وجاءت تصريحات البرازي بعد ساعات من إعلان التنظيم سيطرته على المدينة كاملة.
وحسب “الجزيرة”، فإن مقاتلي التنظيم استعادوا السيطرة على مدينة تدمر بعد انسحابهم في وقت سابق إلى مشارفها نتيجة الضربات الروسية المكثفة.
وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة، إن مقاتلي التنظيم أحكموا سيطرتهم على مدينة تدمر الأحد الموافق 11 ديسمبر؛ بعد أن تراجعوا لفترة قصيرة تحت ضغط ضربات روسية جوية عنيفة، ليعودوا بذلك إلى المدينة بعد ثمانية أشهر من طردهم منها المرة الأولى.
وكان التنظيم قد تمكن السبت 10 ديسمبر من دخول مدينة تدمر بعد أن سيطر على “جبال الطار” المطلة عليها، كما سيطر على صوامع الحبوب وحواجز للنظام شرقي المدينة، إلا أن الغارات الروسية أجبرته على التراجع. وأكد التنظيم في وقت سابق أنه قتل نحو 250 من قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، خلال المعارك الدائرة في ريف حمص الشرقي منذ عدة أيام.
ومن جانبها نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مركز مراقبة روسي قوله إن نحو أربعة آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة أعادوا تنظيم صفوفهم وبدأوا هجوما ثانيا لاستعادة تدمر بعد طردهم منها. وقال المركز إن تنظيم الدولة استقدم “قوات كبيرة” من معقليه في الرقة ودير الزور لمؤازرة مقاتليه في الهجوم على تدمر.