هناك اعتقاد كبير بأنّ مناسبة هذه الكذبة حدثت عندما تم تغيير بداية العام في التقويم الميلاديّ، حيث كان الناس في القرون الوسطى يحتفلون برأس السنة في الخامس والعشرين من مارس، وتستمر الاحتفالات في بعض البلدان كفرنسا حتّى الأول من إبريل، ثمّ تغيرت رأس السنة على يد غريغوري الثالث في نهاية القرن السادس عشر. أُصدر مرسوم رسميّ في فرنسا سنة 1564م لاعتماد الأول من يناير بدايةً للسنة ليُصبح عرفاً سائداً حتّى اليوم، وبدأت مجموعة من الناس التي تحتفل في بداية العام بالأول من يناير بالسخرية من أولئك الذين استمروا في التصديق بأنّ السنة لا زالت تبدأ في الأول من إبريل، وأصرّوا على الاحتفال بها. عرفت روسيا كذبة إبريل في عام 1719م، وفيها أشعل قيصر روسيا بطرس الأكبر النار في قبّة مرتفعة بعد أن طلاها بالزفت والشمع، فظنّ النّاس أنّ مدينتهم تحترق وهربوا خائفين، وكان جنود القيصر حينها يوقفونهم قائلين: اليوم هو الأول من إبريل. فنخلص إلى أن كذبة الأول من أبريل أو كذبة الأول من نيسان بالإنجليزية (April Fools Day): هي مناسبة تقليدية في عدد من الدول توافق الأول من شهرأبريل من كل عام ويشتهر بعمل خدع في الأخرين، يوم كذبة إبريل لا يُعد يوماً وطنياً أو مُعترف به قانونياً كاحتفال رسمي، لكنه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض. أصبح للأسف الشديد المسلمين والعرب في هذه الأيام يمارسون إطلاق النكات والكذب على بعضهم البعض في هذه المناسبة أكثر من الشعوب الأوروبية الذين أسسوها.
وقد تناسى وتغافل المسلمون عن أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من قبل نزول الرسالة عليه، كان قومه يدعونه الصادق الأمين. لأهمية الصدق والأمانة في جميع الأزمان، وقد نهاهم عن الكذب في قوله: إنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا، إنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا، ويلٌ للَّذي يحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ بِه القومَ، ويلٌ لَه، ويلٌ لَهُ، كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ، أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَن كَانَتْ فيه خَلَّةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَلَّةٌ مِن نِفَاقٍ حتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ. هناك من يقول من الناس أن هناك كذبة بيضاء مثل الكذب من أجل الإصلاح بين الناس (كأن يقول المصلح أن أحد أطراف الخلاف قد مدح الطرف الآخر ... إلخ فهناك طرق عديدة لقول ذلك دون إستخدام الكذب مثل: ما أتذكر أنه قد ذمَّك) وإن وصلك أنه قد ذمك فالشيطان يستغل غضب الإنسان ويجعله يقوم بفعل أو قول لو كان في وضعه الطبيعي لما فعله أو قاله. فالكذب هو الكذب وبكل أمانه إذا إكتشف أحد الأشخاص أن شخص آخر يكذب عليه ستنعدم الثقة بينه وبينه حتى لو كان بناء الثقة بينهما كلفت السنين الطويلة. وهناك أقوال كثيرة حول هذا الموضوع مثل، (حبل الكذب قصير مهما طال، لأن الرواية الكاذبة سوف تتغير مع مرور الزمن لأن ليس لها أساس قوي وهو الصدق)، وقول آخر، الصدق منجاة ... إلخ. لقد أخذ منَّا الغرب الصدق والأمانة والإخلاص في العمل ... إلخ من الصفات المثلى، ونحن أخذنا منهم أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع والحقت بنا الضرر والسمعة السيئة.