مدار الساعة - هل التطعيم في رمضان بسبب كورونا مفطر أم لا؟ وهل تلقي لقاح فيروس كورونا يفسد صيام شهر رمضان؟ أصبح هذا السؤال هو الأكثر انتشارا قبل حلول شهر رمضان بأيام قليلة، حيث يستعد المسلمون حول العالم لبدء صيامهم في أجواء تخيم عليها أخبار الأوبئة وانتشار الفيروسات، وفي وقت تعمل فيه الحكومات في سباق مع الزمن لتوزيع لقاح كورونا.
لقد مر علينا شهر رمضان الماضي ونحن في وباء تام، وتعامل الناس مع الحالة الوبائية بكل حذر سواء ما تعلق بالاحترازات والأساليب الوقائية التي دعت إليها الجهات المختصة، أو ما تعلق بالتجمعات بكافة أشكالها، خاصة صلاة التراويح التي مُنعت في المساجد، والتردد على الأماكن العامة كالمطاعم والحدائق ودور السينما وغيرها، وكذا مزاولة الدراسة في المؤسسات التعليمية المختلفة والمداومة بأماكن العمل.. واكتسب الناس ثقافة جديدة في التعامل مع هذا الوباء أدت في النهاية إلى تقبل الوضع بشكل طبيعي.
لكن الذي طرأ على الوضع العام في السنة الثانية لكورونا هو مسألة التطعيم في رمضان وما إذا كان للقاح الذي تقوم دول العالم بتوزيعه على مواطنيها للحد من انتشار فيروس كورونا تأثير على الصيام، حيث تستمر عملية التطعيم في أغلب البلدان العربية والإسلامية مع تفاوت في وتيرة التلقيح من دولة لأخرى. فكيف ستتعامل هذه الدول مع عمليات تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا وقت الصيام أثناء النهار خلال شهر رمضان الذي تفصلنا عنه بضعة أيام؟
وأضافت الوزارة أنه إذا احتاج الصائم لأخذه في نهار رمضان فإنه لا حرج عليه في ذلك. كما أشارت إلى أن الأسباب تعود إلى كون الحقن التي تُؤخذ تحت الجلد أو في العضل أو في الوريد لا تؤثر على صحة الصيام لأنها غير مغذية. فأجازت اللجنة أخذ لقاح كوفيد-19 المضاد لفيروس كورونا في نهار رمضان للصائم.
من جهتها أفتت هيئة الإفتاء في وزارة الأوقاف الكويتية بجواز أخذ اللقاح وقت الصيام، وقالت إن اللقاح “لا يفطر الصائم، ولا بأس من أخذه في نهار شهر رمضان”. وكانت وزارة الصحة الكويتية طلبت فتوى شرعية من الهيئة الدينية العليا في البلاد، حول حكم الحصول على حقنة اللقاح أثناء الصيام، لترد الأخيرة بـ “جواز التطعيم” وأنه “لا يفسد الصيام البتة”.
كما صدرت فتوى عن مفتي عام السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، قال فيها إن لقاح كورونا ليس مفطرا للصيام.
وأوضح آل الشيخ ردا على سؤال، هل لقاح كورونا مفطر للصيام؟ أن لقاح كورونا ليس مفطرا للصيام، لأنه ليس بمعنى الطعام والشراب، وهو لقاح يعطى عن طريق العضل فليس بمفطر.
وتابعت فتوى الأزهر الشرف أن لقاحات وتطعيمات التي تحقن في جسم الإنسان لمواجهة أي عدوى ليست أكلًا ولا شربًا ولا وتعاطيها يكون عن طريق الحَقن بالإبرة في ظاهرِ البَدَنِ ليس من المنفذ الطبيعي المعتاد كالفم والأنف المفتوحان ظاهرًا؛ ومن ثمَّ، لا يفطر الصائم بها، لأنَّ شَرْطَ نَقْضِ الصوم أنْ يَصِلَ الداخلُ إلى الجوف مِن منفذٍ طَبَيعي مفتوحٍ ظاهر حِسًّا.
كما أكدت دار الإفتاء المصرية عن أن لقاح كورونا مثله مثل أي لقاح يؤخذ بالعضل، لا يفطر الصائم في شهر رمضان المبارك. وقال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية وفق موقع “الدستور”، إن “لقاح كورونا، كشأن الأمصال واللقاحات والحقن تحقن في العضل، أو الوريد، لا تفطر الصائمَ إذا أخذها في أى موضعٍ مِن مواضعِ ظاهرِ البدنِ، وسواء كانت للتداوى أو التغذية أو التخدير”.
وأوضح “عمران”: “لأنَ شرط نقض الصوم أنْ يصِلَ الداخلُ إلى الجوف مِن منفذٍ طبيعى مفتوحٍ ظاهر حِسًّا، والمادة التى يُحقَن بها لا تَصِلُ إلى الجوف أصلًا، وإن وصلت فإنها لا تدخل مِن منفذ طبيعي مفتوحٍ ظاهر حسًّا، فوصولها إلى الجسم مِن طريق المَسام لا ينقض الصوم”.
وقال لـ “عمون” إن التجمعات في المناسبات الاجتماعية ونتيجة الوباء قد انخفضت بصورة كبيرة، داعيا لعدم التجمع، وأخذ الحذر والالتزام بالقوانين والأنظمة والتعليمات التي تهدف إلى الحفاظ على صحة الناس وسلامتهم.
وأضاف أن لقاح كورونا مثله مثل أي لقاح يؤخذ بالعضل لا يفطر الصائم في شهر رمضان المبارك، ولكن في حال تعرض من أخذ اللقاح لأعراض جانبية مثل ارتفاع درجة الحرارة وقام بأخذ الدواء وأفطر فعليه قضاء ذلك اليوم التزاما بالنص القرآني “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”، فعليه قضاء اليوم الذي أفطره بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وهو قادر على قضاء ذلك اليوم لحين قدوم شهر رمضان المبارك .
وقال المفتي بطيخ، في تصريح إذاعي، إن لقاح كورونا لا يُفطر صائم شهر رمضان، مشيرا إلى أن اللقاحات لا يمكن اعتبارها طعاما أو شرابا، وأكد أنه سيصدر الاثنين فتوى رسمية حول هذا الأمر.
كما أكد مفتي تونس أنه قام بالتسجيل في منظومة “إيفاكس” المخصصة للحصول على لقاح كورونا في تونس، مشيرا إلى أنه سيجري التلقيح خلال نهار رمضان، بهدف طمأنة التونسيين حول هذا الأمر.
وكان المفتي بطيخ اعتبر في وقت سابق أن ضحايا فيروس كورونا المستجد، شهداء، لكنه قال إن صلاة الغائب لا تجوز عليهم. كما أكد أنه يجور تخصيص أموال الحج والزكاة لمكافحة فيروس كورونا، وقال أيضا أنه يصح التبرع بمال الحج أو العمرة لصندوق 1818 المخصص لمكافحة الوباء في تونس.
بينما تصدر المغرب الدول المغاربية بنسبة 18.1 جرعة لكل 100 شخص تليه الجزائر بـ0.17 جرعة لكل 100 شخص ثم تونس ب0.6 جرعة لكل مئة مواطن.
و بدأت السلطة الفلسطينية أيضا تطعيم مواطنيها بعد حصولها على الدفعة الأولى من اللقاحات عبر آلية كوفاكس العالمية في محاولة لاحتواء تفشي الفيروس مع الازدياد المطرد في أعداد الإصابات في الأراضي الفلسطينية.
يذكر أن فيروس كورونا بوفاة 2,723,899 شخصا في العالم منذ نهاية ديسمبر 2019. وتعد الولايات المتحدة أكثر البلدان تضررا جراء الوباء إذ سجلت 542,949 وفاة تليها البرازيل التي سجلت 295,425 وفاة ثم المكسيك حيث بلغ عدد الوفيات 198,239 فالهند حيث توفي 160,166 شخصا وبريطانيا التي سجلت 126,172 وفاة.
المصدر : تقرير من مصادر متعددة