أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ابو عيشة تكتب: التعلم عن بعد

مدار الساعة,مقالات,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: د. اماني ابو عيشة

اتجه علماء التربية الى التعليم عن بعد كحل لعلاج المشاكل الناتجة عن رغبة الافراد في التعليم خارج اسوار المؤسسات التعليمية -في اي مكان وفي اي عمر (التعلم المستمرطوال الحياة)-وهو من التجديدات التربوية التي هدفت الى التعليم المستمر ، فالنظريات والفلسفات التربوية اتسعت ميادينها وظهرت هذه المفاهيم نتيجة تأثر التربية بمؤثرات واختراعات هذا العصر، ان هذه الطريقة كانت من الطرق الحديثة التى يرغبها كثير من الطلاب وخصوصا هؤلاء الطلبة الذين لديهم ظروف تمنعهم من التواجد داخل الغرف الصفية او الجامعية تحت مسمى الجامعات المفتوحة كعلاج لظروف طارئة ، لكن هذه الطريقة كانت بإرادة الطالب وقد كان الطالب يجد ويتعلم لوحدة من اجل حصوله على التعليم لتحقيق اهدافة.

ونظرا لما نواجهه حاليا من جائحة كورونا التي اضطرتنا الى اعتماد التعليم عن بعد وتغيير اطار المدرسة التقليدي والاعتماد على طريقة التعليم من خلال التكنولوجيا الحديثة ، ويهمنا هنا التعليم عن بعد الذي اصبح اليوم الطريقة المثلى لحصول الطالب على التعليم في ظل الازمة كورونا وفي ظل ضرورة التباعد الاجتماعي. وبما اننا اضطررنا الى استخدام هذه الطريقة ، ونحن بصدد اعتبارها طريقة واحدة لا ثاني لها لتلقي التعليم ، فانا اعتقد انه يجب ان يصاحب التعليم عن بعد اليات وادوات تتماشى مع عناصر العملية التعليمية، فالقصة ليست فقط تكنولوجيا بل يجب ان يصاحب ذلك تطوير في اسلوب وادوات اعطاء هذا التعليم فكيف لنا ان نغير فقط تواجد الطلبة من داخل الغرف الصفية الى المنازل باستخدام التكنولوجيا ولا يرافق ذلك تغيير في اسلوب التواصل المعلم مع الطالب ، فهذا يجعل من الطالب مجبر احيانا على تلقي التعليم في هذه الطريقة وقد لا يروق له تلك الطريقة لانه لم يدرب عليها مثلا ولا سبيل الا لذلك . وبما ان هذه الطريقة هي المثلى حاليا للطالب للحصول على التعليم فالرقابة ليست الحل ونحن نتحدث عن نوعية التعليم وليس عن الكمية ، كيف لنا ان نصمت امام التكنولوجيا ونبقى على اسلوب التلقين، يجب ان يتغير الاسلوب والمفهوم من طريقة التلقين الى كيفية التعلم ، فالمعلم لا يستطيع ان يراقب كل طالب كما ان المعلم يلقى على كاهلة العب الكبير في طريقة التعليم والمطلوب منه النجاح بهذه المهمة، يجب علينا ان نعلم الطالب كيفية التعلم وليس تلقينه على ما سيتم اعطاءة في الامتحان . ان الاوان لكي يعلم الطالب كيف يتعلم بنفسة ويكون المعلم مرشدا له ولا اعتقد ان هذه طريقة اقل عبء على المعلم لكنها بالنهاية تؤهل الطالب من الخروج على الاقل بتعليم منفتح يستطيع من خلالة ايجاد الحلول وتحليل المفاهيم والانطلاق في حياته دون اتكالية لا على المعلم ولا على الاهل بل هم من سيرشدوه ويساعدوة في بداية الامر.

نحن منذ بداية الجائحة ونحن في شد وجذب حول كيفية التعليم وهل الطالب اخذ القدر الكافي من التعليم ، كل هذا لا يهم في ضوء طالب يستطيع التعلم والبحث عن المعلومة لوحدة ، يكفي ان نبقى وراء الطالب نلقنه بالمعلقة ماذا يتعلم طوال عمرة ويبقى متكل على الاهل او المعلم ،ونحن نلمس ذلك من خلال الطلبة وهم على المنصات الالكترونية فهذه المنصات لم تخلق للتلقين بل لتكون عون للطالب في التعلم ، يجب ان يكون الطالب اكثر جدية في تعلم وسيلة بلوغ الحاجة وليس الوصول اليها فقط ، فاصطياد السمكة ليس سهلا و كيفية الوصول اليها يحتاج الى ممارسة وتعلم.

مدار الساعة ـ