ورجع الشاب إلى المتجر،وأرجعا الأفلام ، وأرشدهما صاحب المتجر إلى متجر آخر يبيع النسخ الأصلية ، واشترى الشاب ما يحتاجه منها، ولكن بخمسة أضعاف ثمن الأفلام المنسوخة .
هذا الموقف يشير إلى تعرض الشاب إلى تربية أخلاقية حرة وعالية ، هذه التربية أوجدت في صدره شيئاً يزينه كما تزين النجوم السماء ، وهذا ما نسميه ( الضمير ) وهو صوت نوراني يجلجل في صدورنا حين نهمَّ بالوقوع في خطأ من الأخطاء .
لدى كل الناس استعداد فطري لأن يكون لهم ضمائر حية تأمر وتنهى ، لكن التربية والبيئة هما اللتان تحددان ماهية ذلك الضمير ودرجة يقظته . وكلما كان سلوكنا اليومي أشد استقامة تألقت ضمائرنا وانتشت ، وصارت أشد حساسية ، وحين نكرر الوقوع في خطأٍ ما فإن مستقبِلات ذلك الخطأ في داخل ضمائرنا تذبل إلى حد التلاشي ، وحينئذ نخطئ ونخطئ ونحن مطمئنون لما نفعل ، وكأننا لا نرى أي عاقبة خطيرة لما نقوم به ! التربية الجيدة هي التي تزرع الضمير والبيئة الصالحة تساعدنا على الاستجابة لنداءاته، والاستقامة على أمر الله هي الماء الذي ترتوي منه ضمائرنا ، ويا خسارة أصحاب الضمائر الظامئة الذين خسروا أنفسهم مع أنهم قد ملكوا الكثير والكثير !