مدار الساعة - من كان يعلم أن الطالب القطري الجالس على مقاعد الدراسة في الصفوف الابتدائية الأولى في إحدى مدارس العاصمة عمّان، سيصبح بعد نحو أربعين عاماً رأس الدبلوماسية القطرية الى العالم.
إنه وزير الخارجية القطري ونائب رئيس وزراء قطرالشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المولود في الاول نوفمبر/ تشرين الثاني 1980م،
حينها كان والده الشيخ عبد الرحمن آل ثاني سفيراً في الاردن، ما فتح له بابا ليتنقل في عدة عواصم، وكأنه كان يُعد مبكراً جداً، ليرأس رأس وزارة خارجية بلاده، متشربا منذ سنينه الاولى هويته العربية الجامعة.
هو اليوم مهندس العلاقات الخارجية في عهد الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر.
وهو الذي سجلت فترته نجاحات مهمة في تنفيذ رؤية الشيخ التميم خدمة للمصالح العربية والاسلامية.
تكاد تحار وانت تتابع حراك رأس الدبلوماسية القطرية من قدرة الشيخ محمد بن عبدالرحمن ال ثاني، على متابعة كل الملفات الساخنة في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الامة، وتمكنه من السير وسط كل الالغام الاقليمية والدولية، بعناية فائقة.
اما لماذا هو؟ فقد كانت عين ماكينة الدبلوماسية القطرية مهتمة باكراً بالنشاط الذي يبديه الشيخ محمد، قبل حتى توليه مهام مدير الشؤون الاقتصادية في المجلس الأعلى للأسرة في الفترة من عام ٢٠٠٥م إلى عام ٢٠٠٩م، لينتقل بعدها الى جهد جديد اعلى واكثر حساسية.
لهذا تراه وهو ينتقل من جهد الى اخر متدرجاً في مناصب الدوحة.
ولم يكن غريباً ان يدير عددا من المهام - ولا نقول المناصب - ذات الصبغة الاقتصادية فهو الحامل لدرجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال من كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر التي تخرج فيها عام ٢٠٠٣م.
لهذا كان مفهوماً ان يتولى منصب رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، والعضو في المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، اضافة الى منصب نائبٍ لرئيس مجلس إدارة شركة قطر للتعدين في العام نفسه، ورئيس اللجنة التنفيذية لشركة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ورئيسٍ لمجلس إدارة شركة "أسباير كتارا" للاستثمار أيضاً.
اما في منصبه في ادارة شراكة القطاع الحكومي والقطاع الخاص بوزارة التجارة والأعمال في العام 2009م، فقد تركزت سياساته في تلك الفترة على تعزيز برامج التنويع الاقتصادي من خلال عدة آليات منها اجتذاب الاستثمارات الخارجية المباشرة، وتشجيع المشروعات المشتركة لريادة الأعمال من أجل تحقيق النمو الاقتصادي في دولة قطر، واطلاقه جهاز قطر لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في العام ذاته.
لكن لم يكن الشيخ محمد بعيداً عن حقيبة الخارجية، فقبل منصبه هذا تقلد منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي في وزارة الخارجية في العام 2013م
حينها رسم خريطة تعزيز الخطة الإنسانية لدولة قطر لتقديم المساعدات الإغاثية والتنموية.
اكثر من ذلك، سبق وشغل الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني منصب سكرتيرٍ للممثل الشخصي لأمير دولة قطر، الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (الأمير السابق لدولة قطر) في العام 2010م.