مدار الساعة - كتب: هشام الخوالدة
وجود وزير داخلية يحمل حقيبتين ، وعدم اللجوء إلى الحظر الشامل يوم الاعتصام يجعلنا ندرك أن الدولة تعي تماماً الحجم الحقيقي لأبطال البث المباشر وأنهم مجرد فقاعة لا تستدعي حتى وجود وزير داخلية متفرغ .
كتبت في نهاية السنة الماضية مقالاً بعنوان "صخرة ذيبان بين الواقع والمواقع" وتحدثت فيه عن واقع هذه الصخرة وارتفاعها الحقيقي وكيف تم تهويل ارتفاعها على مواقع التواصل الاجتماعي ، يبدو أن عنوان المقال يمكن إسقاطه على كل ما يتم تداوله على الفيسبوك بما في ذلك حركة ٢٤ آذار لوجود فجوة كبيرة بين حقيقتها وواقعها، وفي المقابلة الأخيرة لسمو ولي العهد على التلفزيون الأردني قال في سياق حديثه إن "مواقع التواصل الاجتماعي لا تعكس الواقع" ، ظهر هذا واضحاً في آخر أسبوع على الساحة الأردنية .
"مشاركات للبث يا شباب" هذه العبارة حاضرة في بداية كل بث مباشر و هي العبارة التي لم تُؤتِ أُكُلها رغم كثافة استخدامها طيلة الوقت الماضي .
ما قامت به المعارضة الخارجية من الترويج والدعوات للاعتصامات كان يوحي بأن الاعداد ستتخطى كل التوقعات لكن الواقع كان مختلفاً تماماً، فالأعداد كانت هزيلة جداً، والخطاب كان سطحياً أو حتى أنه لا يرتقي إلى السطح .
من وجهة نظري لا بد من وجود معارضة حقيقية تحمل خطة واضحة وبدائل قابلة للتطبيق على أرض الواقع، معارضة متوازنة تنتقد وتبني وجهة نظرها على حقائق وتتقبل الرأي الآخر، وإن كانت لا تقبله، فالمعارضة المتوازنة هي حالة صحية وقطب من أقطاب الديموقراطية في الدول .
