انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الشطرات تكتب: لكل مسؤول لا تعدنا بفرص العمل بل علمنا كيف نصطاد

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/25 الساعة 14:01
حجم الخط

بقلم سيمياء الشطرات

ربما حريّ بنا في ظل التغيرات الطارئة على عالمنا اليوم أن نفكر في جذر المشكلة و نعالج التربة بدلا من قصقصة الأفرع و تقليمها، فلو نظرنا لمشكلة الشباب و تضائل فرص العمل لوجدنا بأن الخطأ في النهج و التفكير على صعيدين الأول المجتمعي الثقافي و الثاني الحكومي و الواقع على عاتق الدولة، فتجد الغالبية العظمى من الشباب يجلس منتظرا للوظيفة أن تأتيه دون سعي و كأن ديوان الخدمة هو مصباح علاء الدين، و هنا نجلس دون ادنى محاولة لتطوير الذات و العقل و القدرات لا سيما في ظل ثورة تكنولوجية رابعة تقتضي منا الجري لا المشي و الوعي لا الاستهلاك.

أكثر ما يقضي على الفرص ليس عدم وجودها حقيقة بل إنها موجودة فعلا و لكن اصبح حالنا تماما كمن تعلم الجري و ذهب لمسابقة السباحة فاكتشف بأنه يمتلك تلك المهارات المغايرة لما أصبح الواقع يحتاجه أو أنه قد درس تخصصا بطريقة لم تعد ناجعة لما تقضيه ضرورة العصر الحالي فنجد خريجي أحد التخصصات بالألاف و قد أشبع السوق المحلي لتك التخصصات فلم تعد مطلوبة كالسابق و الحقيقة نها مطلوبة ولكن بشكل جديد يواكب التكنولوجيا المعاصرة، لذا فعلينا تغيير النهج و الأسلوب في التعليم و التعلم فلم نعد كالسابق في زمن عادي تشكل التكنولوجيا منه جزءا بسيطا بل إنما أصبحنا في زمن صارت لزاما علينا.

ومن هنا أقول للمسؤولين لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد كفاكم وعودوا للشباب بتوفير الفرص بل سلحوهم بتك المهارات التي تفتح لهم الآفاق ليخلقوا تلك الفرص و ينهضوا بنا، تلك الوعود قاتلة كالانتظار المسمم تماما تجعل الشخص يتوقف عن تطوير نفسه أملا بإيجاد الوظيفة لا تجموا الواقع و تخبوا الغبار تحت السجادة بل ادعموا الشباب بمنصات و مراكز لتعليم البرمجة و كل لغات العصر الحديث على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم و دراساتهم فلقد أصبحنا في زمن المهارة ولم يعد حامل الشهادة شرطا للوظيفة كما ذي قبل لذلك على كل مسؤول تقع مسؤولية توجيه الشباب لما يسلحهم وليس توفير فرص العمل. لهم.

و أقول في الختام حتى لا أطيل للشباب نحن أيضا علينا أن نغير نهجنا و نظرتنا للشهادة و الفرص فتحوا أعينكم و انظروا بإمعان وتوقفوا عن قول درست التخصص الفلاني عالفاضي و ما اشتغلت فيه اتخذوا التخصصات مهارة عقلية و تمرينا ذهنيا لأنفسكم و انطلقوا و اسبروا أغوار الشبكة العنكبوتية بكل جديد و ادخلوا التكنولوجيا لما تعلمتموه فاليوم لديك خيارن فقط قلة الفرص إذا ما جلست بنس العقيلة و موفور الإبداع إذا تعبت كثيرا و قمت باستغلال نفسك و عدم انتظار من يصنع وظيفتك.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/25 الساعة 14:01