مدار الساعة - في وثيقة تكشف لأول مرة، كشف المهندس الأردني، سري أكرم زعيتر اليوم الاثنين، خلال مشاركته في مؤتمر “خمسون عاما على النكسة” والذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية الدوحة عن وثيقة هامة ضمن يوميات والده اكرم زعيتر الذي شغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني في تموز/يوليو 1967.
ووفقا لما جاء في الوثيقة، فإن رئيس الوزراء الأردني الأسبق الراحل وصفي التل جاء إلى “زعيتر” وطلب منه ابلاغ الملك بضرورة العودة إلى القدس وإرسال فدائيين لتخريب المنشأت اليهودية وأن يُبقي الاردن معركته طويله مع إسرائيل على غرار الثورة الجزائرية.
وأضاف سري زعيتر، في سرده لما جاء في الوثيقة، أن رئيس الوزراء الأسبق وصفي التل ووالده -رحمهما الله- القيا محاضرة في النادي العربي في اربد، تحدث فيها والده عن أمانة الحكم، فيما تحدث “التل” عن كيفية تحويل الأردن لهانوي العرب لتحرير فلسطين.
وشدد المهندس زعيتر على أن وصفي لم يُقرأ كما يجب، وأنه حُمل ملفات لم يكن له علاقة بها فيما يخص تصفية المقاومة الفلسطيينة.
كما كشفت الوثيقة، استعداد “التل” للذهاب شخصيا إلى الأراضي المحتلة لقيادة الحركة الثورية وقيادة عصابات لمواجهة المحتل الإسرائيلي، مؤكدا عدم رجوعه إلا قتيلا أو جريحا أو منتصرا، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة بلكي الالكترونية.
يشار إلى أن أكرم زعيتر ولد في نابلس بفلسطين، أكمل دراسته الثانوية في كلية النجاح، التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، فكلية الحقوق بالقدس، وزاول مهنة التعليم في ثانويات فلسطين.
وعلى أثر ثورة 1929 في فلسطين وحملة المندوب البريطاني على العرب للثائرين، إستقال من التدريس في ثانوية عكا ليتفرغ للعمل في الحقل الوطني. فتولى رئاسة تحرير “مرآة الشرق” المقدسية لصاحبها المرحوم بولس شحادة.
وبعد ثلاثة شهور من عمله الصحفي، قبض عليه وأودع السجن/ ثم حكم عليه بالعودة إلى نابلس، حيث قاد مظاهرات، لا سيما يوم إعدام الشهداء الثلاثة فؤاد حجازي، ومحمد جمجوم، عطا الزير.
كان أحد مؤسسي حزب الاستقلال في فلسطين،كما اشترك في تأسيس “عصبة العمل القومي” في سوريا، وكان نائباً لرئيس مؤتمرها التأسيسي الذي انعقد في قرنيل بلبنان عام 1933.
وفي صيف عام 1936م، وعلى إثر اصطدام وقع بين جماعة وطنية وقوات الأمن، دعا أكرم زعيتر إلى تأليف لجان قومية، وكانت لجنة نابلس أولى هذه اللجان، وتولى أمانة سرها، وتولت هي بدورها الاتصال بأحرار فلسطين، ودعت إلى الاضراب العام الكبير الذي امتد ستة شهور، والذي مهد لثورة عام 1936*، وفي هذه السنة ألقت السلطات البريطانية القبض عليه وأرسلته ليكون أول معتقل إلى عوجا الحفير بالنقب.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية في عام 1939، وبعد اتفاق بريطانيا وفرنسا على مطاردة الثوار وإخراج اللاجئين السياسيين من سوريا، عمل مفتشاً للمعارف وأستاذاً في دار المعلمين العليا، مسؤولاً عن التوجيه القومي في وزارة المعارف العراقية إلى أن تشبت ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 فشارك فيها. وحين أخفقت وغادر الكيلاني بغداد لجأ أكرم زعيتر وصحبه إلى بادية الشام، واختفوا فيها مدة ثم لجأوا إلى حلب ومنها بعد ذلك إلى تركيا ليقضي سنوات الحرب لاجئاً سياسياً في الأناضول حيث فرضت عليه الإقامة الجبرية في تركيا.
وفي عام 1947 ترأس وفداً عربياً إلى أمريكا اللاتينية لشرح قضية فلسطين والدفاع عنها. اشترك في معظم المؤتمرات الوطنية والإسلامية المنعقدة في الشرق العربي، ثم تولى أمانة سر الندوة الإسلامية في دوراتها الثلاث المنعقدة في بيت المقدس (1959 – 1962)، ثم مثل الأردن في الدورة السادسة عشرة للأمم المتحدة. وفي عام 1963 عين سفيراً للأردن في سوريا، حيث مكث قرابة سنة، ثم سفيراً للأردن في إيران وأفغانستان. وفي عام 1966 عين وزيراً للخارجية الأردنية، وفي عام 1967 عين “عيناً” في مجلس الأعيان الأردني عضواً في اللجنة القانونية. وفي عام 1971 عين سفيراً للأردن في لبنان واليونان حتى عام 1975. وفي عام 1982 عين عضواً في مجلس الأعيان للمرة الثانية، وظل فيه إلى سنة 1993. كما عين رئيساً للجنة الملكية لشؤون القدس.