مدار الساعة - تابع منتدى النهضة ومنذ أسابيع نداءات أطلقت عبر السوشيال ميديا، تهدف فيما يبدو إلى نزول الشباب للشوارع في التاريخ المذكور، للتعبير عن رغبتهم بالإصلاحات المختلفة والتي ستتيح لهم حياة أفضل، أمام واقع الفقر والبطالة التي يعيشون.
وإن كان هذا الهدف من وراء هذه النداءات، فلا غبار عليه، حيث تكفل الدولة الأردنية لمواطنيها حق التعبير والمطالبة بأعلى ما يسمح به القانون، ضمن الإلتزام بأحكام القوانين والأنظمة المعمول بها، لمنع إغلاق الشوارع، وعدم التعرض بالإساءة لأحد، إضافة للحفاظ على الممتلكات العامة.
أما وأن هنالك وللأسف بين هذه النداءات أصابع الشياطين تتبنى المشهد وتنفخ على الجمر، وتتجاوز الغاية الإفتراضية التي رسمها الشباب لتجمعهم الذي يتنادون له، فإن الغاية لم تعد نظيفة البتة، والهدف واضح بشكل جلي، وهو محاولة ضرب العمق الأردني وإثارة الفتنة الداخلية في البلاد، في سيناريو قد نشهد معه بين ليلة وضحاها دخول تيارات وملل وحركات وجماعات مسلحة متطرفة لن ترحم شابا ولا شيخا ولا طفلا ولا إمرأة، القتل عندهم هدف وغاية ومتعة، هم من بقايا فلول داعش وقوى الإرهاب الفكري كما حصل على الأرضين السورية والعراقية، وكما حصل في ليبيا واليمن.
السيناريو الشيطاني العبثي الذي لا ينتبه له الكثيرون، والذي يهدف لإسقاط منظومة المؤسسية والقانون في الدول العربية، وإحلال الفوضى مكانها، وإن حدث لا قدر الله تعالى، فعلى الجميع أن يعي الحقائق التالية:
١- لن يضمن أحدهم أمنك في سفرك وحلك وترحالك، وبالحقيقة لن يضمن أحد أمنك في بيتك وأمن أسرتك وأطفالك ووالديك.
٢- الخدمات الصحية الطبية وفي هذا الظرف الوبائي الصعب ستنهار تماما، ليتفشى الوباء ويبقى الجميع بلا علاج.
٣- التيار الكهربائي سينقطع حيث ستنهار المؤسسات المشغلة، وعليه لن يتمكن أحد من تشغيل الآبار الجوفية المائية، وستعم حالة الشح المائي والعطش في كل المدن والقرى والبوادي والمخيمات، حد الموت دون قطرة ماء.
٤- ستهبط قيمة الدينار كثيرا وستختفي السلع من الأسواق، ويفقد الجميع القوة الشرائية، وستعم البلاد موجات غلاء غير مسبوقة في الأسعار، ستخلف مجاعات ووفيات وأمراضا كثيرة.
٥- النفط والغاز لن يتوفرا بسهولة، وهذا سيشل حركة التنقل الداخلي والتبادل بين المحافظات والألوية.
أعلاه إستعراضا لجزء من السيناريو الشيطاني الذي يرسمه البعض من خارج البلاد، وبعض الأجهزة الإستخبارية ليست بريئة، والمصالح ستتحقق تباعا لهم من حالة الفوضى لدينا.
العواطف تأخذ الشباب، ولكنهم بالتأكيد لا يريدون أن يمكنوا أصحاب المخططات الشيطانية، ولا يريدون رؤية المركب يغرق، وعندما "تقوم القرعة على أم قرون" فسيقف هؤلاء الشباب بالتأكيد صفا واحدا في خندق الوطن، والوطن فقط.
الحالة الوبائية لا تسمح بالتجمهر، والسلالة البريطانية السائدة اليوم سريعة الإنتشار وفتاكة وتضرب بعنف، ومن يوجهكم من خلف الشاشات من أميركا لن ينزل معكم للشارع، بل سيكتفي بالمشاهدة، وجمع التقارير الميدانية لأسياده من الأجهزة الإستخبارية التي يبدو أنه يعمل معها لضرب العمق الأردني، وحقيقة نعتب كثيرا على من باع أهله وناسه وبلده ووطنه ومهد طفولته ويبتغي لها الفوضى والدمار والشتات، ويركب كل موجة ومركب للإساءة للأردن، حتى معركة الكرامة شكك بها للأسف.
الخلاصة، فإن منتدى النهضة يدعو لوقف النداءات إلى التجمهر في هذه الظروف الوبائية، كما ويدعو المنتدى الشباب والكبار والمتعاطفين إلى القراءة جيدا لغايات وأهداف من يثيرون الرأي العام من الخارج.
فإن تمكنوا من السيناريو الخاص بهم، فإننا نحن أبناء هذا البلد من جميع أصوله ومنابته سندفع الثمن، ولن تنطفيء بعدها نار الفتنة.
وعلى ذلك، فإن منتدى النهضة يدعو الحكومة إلى ضرورة الإسراع بتنفيذ حزم البرامج التنموية في محافظات المملكة، سعيا لتشغيل الشباب وتوفير مصادر دخل لهم، وحل مشاكل الفقر والبطالة، مقابل بحث رفع مستوى الحريات والتعبير، وتمكين الإصلاح السياسي، ومتابعة جهود الإصلاحات المالية ومحاربة الفساد بأشكاله.