كتب: أ.د. أحمد ملاعبة .. والإعلامي أسعد العزّوني
يحدثنا البروفيسور احمد ملاعبة قائلا: أنه لم تكن صدفة عندما كنت أسير مع أصدقاء لي من بعض الدول العربية، لدراسة قاع الديسي (معادنه ونقوشه) التي لم يتم دراستها بعد، عبر رحلة سلكنا فيها طريق عمان -البحر الميت نحو العقبة، وقد عرضت عليهم التعريج بهم للإستحمام في المياه الساخنة، لكن ليس في برك وادي زرقاء ماعين ووادي زارة، بل في وادي ويدعه وهو واد عتيد إلى الجنوب من طريق الخرزة القادم من الكرك، وهو طريق جميل فيه مغامرة تسمى مغامرة السير فوق انحناءات وإلتواءات الطريق، والتي ولشدة إلتفافها بشكل دائري لقبت تشبيها بالخرزة المستديرة.
وادي ويدعة بفتح الدال والعين هو مسارنا اليوم ضمن مسيرة الأودية العملاقة ،وهذا الوادي الذي يقع إلى جنوب طريق الخرزة - الكرك، يبدأ من متاصف حواف الطريق، وينتهي عند غور حديثة على شاطيء البحر الميت الشرقي حيث تصب مياهه هناك.
يبدأ الوادي على إرتفاع 685 مترا فوق سطح البحر، وينحدر ضمن سلسلة من المساطب والنزلات، التي تحمل فوق صخورها شلالات إمتزج فيها ماء الينابيع الساخنة بماء الينابيع الباردة، لتعطي سيلا جميلا يطرب خريره الماء في جوف الوادي هناك وهديره يسمع من أعالي جنبات الوادي، ويمتد إنسياب هذا الماء لمسافة تزيد لعدة كيلومترات
ويدعة اسم جميل يعطي رقة في اللفظ وجمالا للمكان، ويدعة حيث الوادي الوديع الراكن على أكتاف إنحدار وادي الكرك وشواطئ البحر الميت، وويدعة الوادي ليس عنوانا لسياحة المغامرات فقط، بل هو أيضا عنوان للسياحة العلاجية في البرك للإستشفاء من أمراض نادرة، مثل الصدفية والأكزيما والروماتيزم والديسك وأمراض أخرى، يتعالج منها الإنسان بشكل غير مباشر لتواجده في المكان مثل الذبحات الصدرية وأمراض الرئة والكبد.
يتميز وادي ويدعة بتنوع حيواني كبير منه أنواع الضفادع الخضراء والسرطعان (ابو جنيب) البني والاسود وعند يكون الوادي من الزوار تأتي الذئاب والثعالب .. وكذلك بعض الوشق والغزلان.
إن التنوع النباتي في الوادي جميل وفريد من نوعه واهم ما يميزه هو النبات المتدلي مثل الياسمين الذي يغطي جدران جنبات الوادي بالكامل وتعطي خضرة في كل الإتجاهات لتزيد زرقة الماء المنساب بهاء.
الوادي في بعض أجزائه يبسط شجر النخيل وسيقانه الباسقة رقعة غنّاء جميلة يمكن ان تشكل مكانا ومتنزها جميلا بداخل الوادي، وتعطي البركة المائية التي يؤمها أهل المنطقة وبعض الزائرين المطلعين مؤشرا هاما على ضرورة زيادة عدد البرك وبشكل ينافس البرك العالمية ،الأمر الذي يتطلب وضع خطة إستراتيجية شاملة للمياه الساخنة في هذا الوادي، وكذلك المياه الساخنة الغزيرة في الأودية العملاقة الأخرى محددة بخطة تنفيذية مرهونة بمدة زمنية محددة، لا تردد فيها ولا توجس، لأنها ستمكننا من إستثمار وجذب مئات الملايين إن لم يكن مليارات الدولارات، من خلال هذه المشاريع المقترحة التي كلنا أمل أن يتم إنجازها سريعا.
