انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

أحمد البطاينه يكتب: الحكومات الأردنية بين حصاد العنب ومقاتلة الناطور

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/17 الساعة 17:35
حجم الخط

بقلم د. أحمد صالح البطاينه

مع كل تشكيل حكومة جديدة وتعديلاتها وما أكثرها، يثور نقاش على نطاق واسع حول المعايير التي تم اعتمادها لإنجاز ذلك، علماً أن هذه المعايير باتت كعرف سائد، ويعرفها القاصي والداني لكثرة تكرارها مع كل حكومة جديدة، أو تعديل وزاري جديد، ولسنا هنا بمعرض الحديث عن هذه المعايير أو نقدها، فقد اشبعت نقداً من قبل الكثيرين بغض النظر عن دوافعهم، ولكنها بقيت وستبقى دائماً تحكمها نفس المعادلة، وفي إطار أنت تريد وهو يريد ورئيس الحكومة وآخرون معه في الدولة العميقة، يفعلون ما يريدون، في غياب أي تغيير جذري، أو ما اصطلح عليه: "الإصلاح السياسي"، الذي أصبح يدور في حلقة مفرغة منذ أمد بعيد، رغم أن أوضاع البلد على مختلف الصعد، لن تستقيم من دونه، خصوصا وأنه يشكل ضرورة حتمية للمجتمعات التي تنشد التطور، وتعزيز المشاركة الديمقراطية.

إن ما تقدم يعني أنه لا طائل من الحديث، ولا داعي لأن ينصب الاهتمام على من يشكل الحكومة، أو من يدخل أو يخرج منها، بقدر ما يجب التركيز على الأهم من وجهة نظر الشعب؛ وهو أداء أي حكومة على صعيد الملفات الساخنة الكبرى المتزايدة، التي تعاني منها الدولة الأردنية، ويتركز اهتمام الشعب عليها، ولا يزال يدفع ثمنها غالياً أرواحا وأرزاق ، فالغاية هي الوصول إلى العنب لا مقاتلة الناطور.

وعلى الرغم من الزعم أن تشكيل حكومة جديدة أو إجراء تعديل عليها يأتي لإحداث التغيير نحو الأفضل، إلا أن كثرة التغييرات على الصعيد الحكومي بدون إنجازات حقيقية وانفراج في المشهد العام يلمسه الشعب، أفقد التغيير الحكومي على أهميته قيمته وجاذبيته واهتمام الشعب به، والأخطر من ذلك أنه أصبح يغذي اتساع فجوة الثقة بين الحكومات والشعب، وهي من أخطر ما تُبتلى به أي دولة، جراء خيبات الأمل والإحباطات المتواصلة التي رافقت وترافق كل تغيير أو تعديل على الحكومات، إلى درجة أصبح الشعب يتحسس رأسه، مع كل تشكيل حكومة جديدة، حيث تتعاظم الخشية من أنها – أي الحكومة - ستزيد سخونة الملفات الداخلية الساخنه بدل تبريدها أو ترميمها.

خلاصة القول، أن كل خطاب تكليف لتشكيل حكومة جديدة، يتضمن الأولويات التي يجب أن تتعامل معها، والتي في معظمها أصبحت مزمنة ومعروفة، وتزعم جميع الحكومات دائماً أن كتب التكليف تشكل خارطة طريق لها ستضعها موضع التنفيذ، ومربط الفرس هنا في جواب الحكومة على سؤال الشعب الأردني للحكومة الحالية "بعد مرور أكثر من خمسة شهور على مباشرتك التكليف هل وضعت هذه الخارطة أو بعضها على طريق التنفيذ كما تعهدت من اليوم الأول على التكليف ؟".

المؤشرات حتى اللحظة الراهنة، توحي بأن العنب الذي وعدت به الحكومة، لم يصل حتى إلى كونه حصرماً على صعيد التعامل مع الأولويات والملفات الساخنة، وعلى رأسها وباء كورونا الذي انفلت من عقاله، وتزايدت آثاره الصحية والاجتماعية والاقتصادية بشكل عام، ناهيك على وجه الخصوص الوضع المعيشي للأردنيين الذي يزداد سوءً على سوء، والفقر الذي أصبح يتمدد أفقياً وبتسارع ، ويغزو قطاعات أوسع بالمجتمع الأردني، ناهيك عن البطالة التي وصلت إلى أرقام ونسب مخيفة غير مسبوقة ، وضبط سوق العمل وتنظيمه، وتراجع النمو، والمديونية وخدمتها التي أصبحت قدراً بنموها المطرد الذي تجاوز المستويات الآمنة، ومحاربة الفساد، والاسستثمار وحل مشاكله، وإعادة هيكلة القطاع العام، ومعالجة الترهل الإداري، الذي وصل إلى حد اغتيال حياة المواطنين، وحادثة مستشفى السلط المأساوية هي الشاهد والدليل.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/17 الساعة 17:35