بقلم: د جلال الرحامنة
لا شك أن الأمر أعظم شأنا وأجل خطرا من أن يعبث فيه عابث، لا يميز بين دلالات الكلمات ومقاصد المعاني في ظل بحر الأفكار المتجاذبة وأمواج الأهواء الجارفة، ومقاصد خفافيش الليالي الحالكة، الذين يبتهجون وينتفشون ويرتعدون ، كلما مرت بالوطن كالبة او قدرت له الأحوال نازلة، الأمر اخطر من أن ينعق فيه ناعق او ينتحب فيه ناحب على مواقع الغدر والتزمير، وعلى منابر الفسق والفجور.
يتظاهرون بأنهم حماة الأوطان وحصن الديار، ودعاء الحق، وناكرو الباطل، بل هم قادة الظلام وحاملو مواقد الفناء ، ونافخو كير البلاء،
نقول لهؤلاء الانهزاميين المتشدقين بأنكم كاذبون آفكون، مصابون بالسقم في أفهامكم والجهل في أحلامكم، فلا يمكن - أيها الجهلاء- أن يكون خذلان الأوطان منهجا للأردنيين، ولا يمكن لنا في ظل محنة الاوطان أن نستمع لفكركم العقيم وطرحكم الرجيم، ونقدكم اللئيم، فهذه أوقات التلاحم والتعاضد والتواصل الإيجابي المبني على مصلحة الوطن.
هذه الأوقات التي يجب أن ننبذ فيها جميعا معاول الهدم وأصوات الردم التي تحاول أن ترسل سهام الغدر للوطن وأبنائه، شرذمة تنعق من وراء الحدود ، تحاول بث سموم الظلام، ونشر أفكار الإجرام.
أيها الانهزاميون،
اذهبوا بعيدا إلى كهوفكم الخالية وصوامعكم البالية، واعلموا أن الأردنيين يميزون بين النواطق؛ فيستمعون إلى أصوات الأصلاء الغيارى، ويصمون عن أصوات الأزيز وعن النبح والضجيج، واعلموا أيضا أن الأردنيين واعون، يفرقون بين الناقد الناقم والناقد الفاهم.