أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

صندوق السلط

مدار الساعة,مقالات مختارة,وزارة الصحة,مجلس النواب
مدار الساعة ـ
حجم الخط

... فزعة الناس جميلة, ووقوفهم أمام مستشفى السلط هي تعبير عن التضامن مع أهل الشهداء, وهي في ذات الوقت تعبير عن الغضب على ماحدث..

ولكن بدلا من هذا النحيب, والبكاء الذي صرفه لنا بعض السادة الميسورين على شاشات التواصل الإجتماعي والتلفزيونات, ماذا لوقمنا بإنشاء صندوق مالي لمستشفى السلط.. أنا لا أطالب من الموظف البسيط, ولا صاحب الحاجة أن يتبرع.. ولكني أطالب أثرياء المدينة ونوابها, وأثرياء البلد ووجهاءها.. من الميسورين وأصحاب البنوك, ممن يقضون الصيف في إيطاليا والشتاء في شرم الشيخ أن يتبرعوا لمستشفى السلط..

أجزم أن المستشفيات لا تحتاج لمتصرف, يمضي فيها ساعات خلف المكتب.. بقدر ما تحتاج لصناديق مالية, على الأقل ننفق منها للأكسجين إن عجزت وزارة الصحة.. تنفق منها للتغذية إن تأخر الطعام على الكوادر, وتنفق منها للمرضى.. الذين يمضون أياما في غرف الإنعاش.. وينقطعون عن أعمالهم وعائلاتهم..

في السلط أنفقنا الملايين على البنى التحتية, على شارع الستين والأنفاق.. على المشفى والبلدية.. على مداخل ومخارج المدينة, ولكن في الجانب الإنساني لم ننفق شيئا أبدا.. للأسف, والفزعة لا تكون بالصراخ.. ولا بالكلمات الغاضبة في مجلس النواب, أقسم لو أن النواب تبرعوا بربع رواتبهم لأجل صندوق مستشفى السلط لقمنا بحل مشاكل الأكسجين, ونقص الكوادر.. وتعب الممرضين.

لا تنسوا أن مستشفى السلط, بقدر ما يوجد به بعض من تراخى عن عمله وتسبب في الكارثة, يوجد به أيضا أطباء وطبيبات.. واصلوا الليل بالنهار ولم يتقاعسوا.. ولم يتركوا مرضاهم, ولم يعودوا لبيوتهم..

فكرة الصندوق المالي لمستشفى السلط, قد تعمم على كل المستشفيات الرئيسية بالمملكة, وقد تصبح سنة.. وقد تساعد في تعميق الأبعاد الإنسانية عند الناس.. قد تساعد أيضا, في توفير ما يحتاجه المريض خارج إطار الرعاية الصحية.. قد تساهم أيضا, برفع الحالة المعنوية للجيش الأبيض.. الذي يقاتل هذه الجائحة منذ أكثر من عام, قد تساعد على الأقل بتحسين مداخل المستشفيات.. بالنفقات الطارئة التي غالبا ما تكون مهمة, ويجب أن لا تخضع للطرق البيروقراطية.. التي تحتاج لأشهر أحيانا في سبيل الحصول على الموافقات.

البنوك في مدينة السلط منتشرة بكثرة, وتستطيع هذه البنوك بدلا من رفع الفوائد كيفما تريد, وخفضها متى قررت.. أن تكون صاحبة المبادرة, في صندوق مستشفى السلط, وأن تسد النواقص.. إن هي قررت إدارة هذا الصندوق والإشراف عليه..

لا يكفي أن نبقى نعتمد على الحكومات في كل شيء, المبادرات الشعبية في هذه الفترة مهمة وتحتاج لمن يقودها ويؤسس لها ويسير فيها.

abdelhadi18@yahoo.com

الرأي

مدار الساعة ـ