كتب: محمد الزيود *
ليست هذه المرة الأولى التي يتحدث بها جلالة الملك عبد الله الثاني إلى شعبه حول المستجدات المحلية والقضايا الراهنة بصراحة، إلا أن صراحته هذه المرة ممزوجة بنوع من الغضب والعتب الأبوي في ظل ظروف صعبة يمر بها الأردن كسائر دول العالم نتيجة جائحة كورونا.
جلالته تحدث بلغة القائد والأب في آن واحد ولم يخف غضبه مما حصل في حادثة مستشفى السلط التي راح ضحيتها مجموعة من أبناء الوطن الأعزاء وعبر عن رفضه التام للإهمال سواء أكان هذه الإهمال صادر من مسؤول كبير أو صغير.
والغضب الملكي يستهجن المزاجية في التعامل والتعاطي مع تصنيف الفساد والواسطة والمحسوبية واعتبار كل شي فاسد إلا إذا تعلق الأمر بذوي القربى لهؤلاء المسؤولين فهو يعتبر مسموح وخط أحمر المساس به.
وجلالته مدرك تماما لوضع المؤسسات وكيفية تعامل بعض الموظفين والمسؤولين مع الأردنيين، لهذا حث الجميع على أن يخافوا الله في خدمتهم للوطن والمواطنين وإلا سيعرضون أنفسهم للمحاسبة الشديدة.
والملك حريص أيضا على أن تكون الرسائل التي نبعث بها للأجيال الجديدة مع دخول الدولة مئويتها الثانية رسائل تحمل قيم حميدة ونابعة من أخلاق الأردنيين المعروف عنهم الوفاء والإخلاص وحب الوطن.
ويعلم جلالته أن جائحة كورونا أثقلت على كل الأردنيين ولكن الوضع يحتاج إلى مزيد من الصبر وتعاون الجميع للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر.
والملك كان واضحا في حديثه عندما حث الأردنيين بأن يكونوا أكثر وعيا وأن يفوتوا الفرصة على المغرضين سواء كانوا من الداخل أو الخارج من اشعال نار الفتنة في مثل هذه الظروف والتي تستهدف الأردن نتيجة مواقفه السياسية في الإقليم.
* الناطق الإعلامي لوزارة العمل