انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

نفاد مخزون الأكسجين؟! أم انعدام الإحساس بالمسؤولية؟!

مدار الساعة,مقالات,الملك عبد الله الثاني
مدار الساعة ـ
حجم الخط

ليست المشكلة الحقيقية فيما حدث في مستشفى السلط الحكومي صباح يوم السبت الموافق 13/3/2021م ووقوع عدد من الوفيات من أبناء مدينة السلط الغالية على قلوبنا، في غرف العناية الحثيثة من المصابين بمرض الكورونا كوفيد-19 أو سلالالته الجديدة (الإنجليزية)، هي نفاد مخزون الأكسجين من خزانات المستشفى وإنقطاعه عن المرضى. وإنما هي حقيقة غياب الضمير الحي وإنعدام مخافة الله والمسؤولية والإنسانية عند المسؤولين (الذين وضع جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ثقته فيهم) عن الإشراف على مراقبة الأكسجين في الخزَّانات والتزويد المبكر قبل وصوله للحد المطلوب وليس نفاده. ليس فقط في الظرف الراهن والحساس والمُلِّح والغاية في الأهمية لأن الأردن كغيره من سائر بلدان العالم يمر في جائحة فايروس الكورونا وسلالاته المتحورة. وذلك لأن أي مستشفى من مستشفيات العالم وفي أي وقت من الأوقات من المفترض والمتوقع أن يحتاج أي مريض للأكسجين، ولهذا يجب أن يكون الأكسجين متوفراً.

حقيقة لا أدري؟ هل الموضوع مدبر؟ أم لا؟ لأن أي طبيب مهما كانت درجته في الطب عاماً أو خاصاً أو مستشاراُ يعلم هذه المعلومة. حتى الإنسان العامي في وقتنا الحاضر يعلم أهمية وجود الأكسجين بإستمرار في المستشفيات وفي سيارات الإسعاف وسيارات الدفاع المدني.

نقصد من كلامنا هذا أنه علينا أن نبني الإنسان قبل أن نُزَوّد المستشفيات بالمعدات الطبية المختلفة وبمستشفيات ميدانية متحركة أو نطلب من الجيش تأسيس وحدة لتصنيع الأكسجين، وكما قال الحكماء: لا تعطيني سمكاً حتى أسد جوعي ولكن علمني كيف أصطاد السمك حتى أعتمد على نفسي. حُكّاَم الصين في قديم الزمان أجهدوا ميزانية دولتهم وشعبهم في بناء سور الصين العظيم والذي يعتبر من عجائب الدنيا السبع قديماً لحماية بلدهم من الأعداء ونسوا أن يبنوا الإنسان الذي عن طريق الرشوة فتح للأعداء أبواب السور ودخلوا للصين ولم يفدهم السور العظيم. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العَزِّ والكرم. بيت القصيد أن نعود ونعمل على بناء الإنسان على المدى البعيد أو على الأقل نعمل على بناء المسؤول في بداية الأمر على المدى القصير والمتوسط، نبنيه على مخافة الله في السر والعلن وعلى تحمل الأمانة والمسؤولية والإنتماء والولاء لقيادته ووطنه وشعبه.

وأن نُعَلِّم كل مسؤول المعاني السامية للقسم الذي يقسم به أمام جلالة الملك والذي سيسأل عنه أمام الله وينص على مايلي: أقسم بالله العظيم (ملك الملوك) أن أكون مخلصاً للملك وأن أحافظ على الدستور وأن أخدم الأمة (أي شعبه) وان أقوم بالواجبات الموكولة إلي بأمانه (أمانة المسؤولية بكل معانيها). وأن نختار المسؤول بناءً على هذه المعايير وليس على معايير العائلة أو العشيرة أوالقبيلة وإبن فلان أو إبن علاَّن وعلى كوتات معينة هذا لا يفيد نهائياً ويجعلنا نكون كمن ينفذ أمر مكانك سِرْ أو للخلف دُرْ وسِرْ. نحن ما يهمنا من يتحمل المسؤوالية ولكن يهمنا أن تكون أمور حياتنا تسير على مايرام وعلى أكمل وجه، هذا بالطبع إذا كنا نرغب في حياة كريمة وآمنه وفيها التقدم والإزدهار. ولا ضير في أن يتم دراسة السيرة الذاتية لكل شخص سوف يتولى أي مسؤولية وأن يجتاز إمتحاناً يؤهله لتحمل تلك المسؤولية. مصلحة القيادة والوطن والشعب فوق أي مصلحة شخصية أو عائلية أو شللية أو عشائرية أو قبلية أو حزبية . . . إلخ. ولا ضير في مراعاة طبيعة تركيبة مجتمعنا العشائرية إذا كان إبن العائلة أو العشيرة أو القبيلة أو الحزب تتوفر فيه شروط المسؤولية التي سيتحملها دون تدخل الواسطات، وإلا فلا وألف لا. ومع هذا كله لا بد أن يكون هناك رقابة ومتابعة على كل مسؤول لأن النسبة العظمى من نفوس البشر أمَّارَة بالسوء (رب الكون خلقنا ووضع على كتفي كل واحد منَّا رقيب وعتيد لمراقبتنا)، قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179)). وعند وقوع أي خطأ في تولي أي مسؤولية يجب معاقبة المسؤول الأول نعني الرأس الكبير قبل الرؤوس الصغير وكما يقال عليك برأس الأفعى قبل ذنبها مع إحترامنا لكل مسؤول حتى يرتدع من خلفة أو أمثاله ويتم إجتثاث الفساد من جذوره ولا يفيد ترقيع الثوب المهتريْ، قال تعالى (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44)). وأن نبدأ في الإصلاح من اليوم قبل الغد وأن لا ندع أي فرصة للمتربصين بأردننا العزيز شراً.

مدار الساعة ـ