انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الصلف الإسرائيلي.. والكبرياء الأردني

مدار الساعة,مقالات مختارة,ولي العهد,الإسراء والمعراج,الإمارات العربية المتحدة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/15 الساعة 01:17
حجم الخط

الرد الأردني على محاولة المحتل الإسرائيلي، تحويل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد المعظم للمسجد الأقصى، بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج إلى فرصة للتضييق على المقدسيين خصوصاً، والفلسطينيين على وجه العموم، يستحق هذا الرد، الانحناء ورفع القبعات له، خصوصاً وأنه جاء رداً صاعقاً ومضاعفاً، فقد ألغى سموه الزيارة رفضا للتدخل في تفاصيلها وتحويلها عن مسارها واهدافها، وهي خطوة تعبّر عن احترام الكرامة الوطنية والقومية، وهو أمر غير مستغرب من أمير هاشمي تربى في أحضان أبيه عبدالله الثاني على مبادئ جده الحسين، التي يصقلها انخراط سموه في مدرسة الجيش العربي، الحارس لمبادئ النهضة العربية، التي قامت للحفاظ على كرامة الأمة وسيادتها واستقلالها.

لم يكتف الأردن بخطوة الغاء زيارة ولي العهد، بل أعقبها بخطوة ثانية، شكلت صفعة على وجه الكيان الإسرائيلي ممثلاً برئيس وزرائه، عندما لم يسمح الأردن لطائرة النتن بالمرور في أجواء بلدنا، ما أرغمه على الغاء زيارته التي كانت مقررة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ما قام به الأردن خطوات ذات دلالات كبيرة في قواميس السياسة وقواعد الصراع، وهي قبل ذلك كله تذكير بحقيقة خالدة تقول: ان الأردن والأردنيين هم أول من صنع الانتصارات السياسية ومثلها العسكرية على الإسرائيليين، منذ بدء الصراع على فلسطين، وأننا نحن اول من أسر منهم، وفرض عليهم شروط الإستسلام، كان ذلك في القدس عام 1948، وقبل ذلك كانت انتصاراتنا في اللطرون، وباب الواد وغيرهما، وبعد ذلك كنا نحن بقيادتنا الهاشمية، أول من مزق ليل هزيمة حزيران، ومزق معها أكذوبة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، عندما قهرناه في معركة الكرامة التي أسسنا فيها لاستعادة كرامة الأمة.

لقد فعلنا ذلك كله دون أن نمن على أحد، ودون أن نؤذي أحداً، كما فعل غيرنا ممن لم يحقق جزءاً يسيراً مما حققناه، ومع ذلك صادر وما زال حرية شعوب، واستلب سيادة دول، وملأ الأرض ضجيجاً مسوقاً لاوهام انتصاراته.

عند الضجيج لابد من التوقف لنقول: مريب هذا الصمت على وسائل الإعلام التقليدية منها أو الحديثة تجاه خطوة الأردن، التي لو فعلها غيرنا لملأ الدنيا ضجيجاً، ولكانت شرائح واسعة تعيش على التراب الأردني قد أصمّت أذاننا بتمجيد هذه الخطوة، ولما مارست هذه الشرائح الصمت، الذي تمارسه تجاه الاجراءات التي اتخذها الأردن، رداً على المحاولة الإسرائيلية، وهنا تبرز مرة أخرى اشكالية الإعلام العامل في بلدنا، وتقصيره حيال إنجازاتنا، والذي صار محل إجماع.

شخصياً لم استغرب الرد الأردني على الصلف الإسرائيلي، فقد عودتنا قيادتنا على صناعة القرار الوطني الذي يحمي كرامتنا..

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/15 الساعة 01:17