بقلم محمد أمين محمد المعايطة
إلى كافة المقصرين لقد علمتم أن العساكر حطت رحالها اليوم في دياركم، وضربت حولكم طوقا أمنيا منيعا، فإياكم وإبداء اية مقاومة أو محاوله للهرب، استسلموا فقط، ولا داعي لإعادة تذكيركم بأن يد الدولة على الدوام كاسرة وفوق يد المتمردين والخارجين عن القانون ، وستفرض إرادتها بالقوة شاء من شاء وابى من أبى.
هذا أوان السيف لإبادة جائحة التقصير بحق المواطنين وتهديد صحتهم، والدولة كما تعلمون( سيفها ضافي وميتها هافي) وعلى من لم يسمع بهذا المثل من قبل أن يسأل من حوله من الكبار والحكماء، فاستسلموا وبلاش عنتريات مميته، فلن تعود الجحافل إلى ثكناتها دون أن تحقق أهدافها وتسحق مكاتب المارقين الذين يهددون الأمن الوطني، وستضربهم بيد من حديد في سبيل استعداده الطمأنينة والاستقرار، وسيأخد القانون مجراه رغم أنف تلك الفئة القليلة التي تتحدي ارادة الدولة في تأمين السلامه العامه للمواطنين.
ما حدث تخطى مرحلة التجاوزات إلى مرحلة بداية محاسبة المقصرين .
أعلموا أن الاردنيون اليوم توحدوا في الالتفاف حول دولتهم وقيادتهم، ورفضهم بالإجماع لمظاهر الفزعه لأبن المحافظه والقرية التي تخالف القيم والأعراف الدينية والأخلاقية والاجتماعية
أول الرسائل الملكية التي وجهها جلالة الملك هي زيارة مستشفى السلط بلابسه العسكري دليل الترجمه للرؤى الملكية الغاضبه اتجاه المقصر مهما كان ومن كان وعلى المقصر أن يتحمل المسؤولية فرسالة الملك ليست مكتوبة انما هي مترجمه بالقول والفعل ليقول لنا جلالته ان معيار اختيار المسؤول الكفاءة والقدرة على ادارة المؤسسة بإقتدار ليس لغير ذلك.
عندما غضب الملك ودخل مستشفى السلط باحثاً عن المسؤول، فاستقبله ضابط من رجال الامن، ليقدم له الخبر عن ما كان وليضعه في صورة الحقائق بالتفصيل والأرقام ، بعيدا عن القول بأن كل شيء تمام سيدي كما اعتاد المسؤولين لإخفاء عيوبهم .
هم رجال الدفاع المدني الذي من واجبهم نقل المرضى للمستشفى إلا أنهم في مستشفى السلط نقلوا المرضى من المستشفى فكأنوا أسرع من الحكومه وأجهزتها التي لا تهتم سواء بالكلام لا أفعال من هنا نوجه تحيه ملؤها المحبه والتقدير والاحترام الى هذه الجباه السمر والسواعد القويه والتي اخذت على نفسها عهد بان تكون فداءً للوطن ( وطن النشامى ) وهذا واضح من خلال ما بذلوه من تفاني وتضحيه وحب للوطن والمواطن في مواقف سطرها التاريخ فكانت نصرةً وكرامه وشهامه ورجوله وبطوله وتضحيه وشهاده .
و كالعادة أصحاب الربطات انفضوا وظهر الملك بلباسه العسكري مشمراً عن ساعده ومتوعداً المقصرين بأن ساعة المساءلة قد حانت، وأرواح قد زهقت سنترحم عليها ولكن لن نترك هذه الساعة لتمضي دون حساب عسير.
في الصورة غضبة الملك، وعفوية الناس بالهتاف له، ووقوفه بلباسه العسكري، والعسكر والأمن ملتفين من حوله تلخص ثوابت أردنية اجتمعت في قائد وشعب وجيش وأجهزة الأمنية، هم الأصل والحاضر والمستقبل.
ومن بعيد تظهر جهود بذلتها الأجهزة الأمنية بتوجيهات من جلالة الملك فكانوا أول الواصلين، وأول المستقبلين، والحاضرين في كل الأوقات، ليثبت العسكر من جديد أنهم الركن الثابت في معادلة التعامل مع الأزمات في كل زمان ومكان.