كتب سلطان عبد الكريم الخلايلة
القدس والمسجد الأقصى خط أحمر، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس خط أحمر أيضاً؛ هذا ما قاله الأردن اليوم للاحتلال وقال أيضاً أن لدينا الكثير من الأوراق لنبعثرها في وجهكم.
في الحقيقة ليست جائحة كورونا التي تقول لنا أن هناك ما يتغير في هذا العالم، فالعالم سياسياً كما كنا نعرفه هو الآخر يتغير، والمتابع لخبر اليوم بأنّ الأردن يرفض السماح لطائرة نتنياهو عبور الأجواء الأردنية، يجعل منّا أن نشيد ونقدّر هذا الموقف الذي يستحق الإشادة والتقدير، لكن المسألة أبعد من الإشادة والتقدير، فسياسياً تُظهر سياسية الرد بالمثل خطوة كبيرة تُبيّن أن الدولة لديها أدوات للدفاع عن ذاتها وليست ضعيفة وواهنة.
قد نختلف مع الحكومات أحياناً، ولكن في هذه المواقف نحن نتحدث عن موقف وطني كبير يدفعنا لأن نبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن مواقف قيادتنا الحكيمة، فلاحظنا بأن الاحتلال يفرض ترتيبات مستهجنة لزيارة ولي العهد إلى المسجد الأقصى في ليلة عبادة " ذكرى الاسراء والمعراج" والرفض جاء بتعبير احتلالي وقح، فلم يتأخر الرد الأردني.
سمو ولي العهد ألغى الزيارة حفاظاً على حق المقدسيين بأداء العبادات بحُرِّية ومن دون تضييق، ونحن في المقابل منعنا طائرة نتنياهو من الإقلاع؛ فكان الرد هذه بتلك، ولكن من يظن أنّ هذا الأمر سيتوقف عند هذا الحد واهم، وكما قال الإسرائيليين :نحن بحاجة إلى اتفاقية سلام جديدة مع الأردنيين، فهذا تماماً ما فهمه المحتل من الرد الأردني.
كفى عجرفة؛ هذا ما قاله الأردن للاحتلال، وقريباً من كل ما جرى؛ سيشكل الرد الأردني علامة فارقة في العلاقة مع الاحتلال.
