مدار الساعة - محرر الشؤون الدولية - نعم، حرب اللقاحات لم تبدأ بعد. الجميع يتابع اخبار ڤايروس كرونا المستجد COVID 19 والسلالات المتحورة الجديدة بحرص.
لكن ليس الافراد وحدهم من يهتمون بهذا الذي لا يرى بالعين المجردة. الدول أيضاً. الدول الني تسعى جميعها للحصول على اللقاحات المختلفة، فأين تكمن المشكلة؟
ما يجري خلف ابواب الاسرار الطبية يحمل السرّ. هناك ما يدور في الغرف المغلقة.
ما يخفى عن الكثيرين ان حرباً توشك ان تندلع، سيكتب عنها المؤرخون بما يشبه الكذب.
حرب اللقاحات، بعد أن تبدأ أسعارها بالطيران.
المسألة ليست مزحة. وكما كل السلع بدأت تنشأ سوق موازية، او ربما سوداء يحذر منها المختصون.
حتى الان يتراوح سعر الجرعة الواحدة للقاح الصيني Sinopharm ما بين ٣٦-٣٩ دولاراً للجرعة في حين ان سعر اللقاح الروسي يتراوح ما بين ١٨-٢١ دولاراً للجرعة الواحدة.
لكن هذه الارقام الباردة خلفها حرب تبدو قاسية كالحجر، مثل عادة الحروب. لهذا يمكن فهم ما يجري من تهديدات متبادلة بقطع الإمدادات بين العجوز اوروبا وبريطانيا.
في الدول الغنيّة سجلت نجاحات مهمة في ملف اللقاح، وصل الى نسب مبهرة، ففي فكل ثانية تمر في هذه الدول يحصل مواطن هناك على جرعة لقاح، لكن ماذا عن الدول الفقيرة؟
بين هذه السطور ما يرعب من تفاصيل. تفاصيل وصلت حد عرقلة الدول الغنية، ومنها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي - التي لا تكف عن منحنا الدروس في حقوق الانسان - مقترحًا قدّمته أكثر من 100 دولة فقيرة للمناقشة في منظمة التجارة العالمية تطالب فيه إلغاء احتكارات شركات الدواء والسماح بزيادة طارئة في إنتاج لقاحات كورونا آمنة وفاعلة لضمان حصول البلدان الفقيرة على الجرعات التي تمسّ بها الحاجة إليها.
حين يتعلق الامر بالمصالح، تذهب الخطابات ذات القلب عن حقوق الانسان الى الجحيم.
والحق ان جائحة كورونا لم تكشف ذلك. فاحتكارات الادوية الحساسة ادوية الايدز، تقتل الملايين في افريقا. تقتلهم بمنع الحصول عليه بعد ان فرضت الشركات الاحتكارية في مجال صناعة الدواء تسعيرة العلاج الناجع لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في حدود 10 آلاف دولار أميركي.
ما زالت البشرية تطلق النار على قدميها. فهل ستنجو؟