بقلم خوله كامل الكردي
تتصاعد موجات التظاهر ضد رئيس الوزراء الارميني باشنيان، بسبب موقفه من الحرب على أذربيجان وقبوله لعقد اتفاق سلام معها برعاية روسية، وإذ كلفه موقفه هذا ثمنا كبيراً في المطالبة باستقالته وتركه منصبه، ورفضه القيام بتلك الخطوة ودعوته مناصريه لمساندته والتصدي لدعوة الجيش لتنحيته وتسليمه زمام منصبه.
ينطلق رئيس الوزراء باشنيان موقفه هذا، من حيث أنه يرى أن السلام هو الحل الأمثل لانتشال أرمينيا من مستنقع الحرب الذي قد تقع به، في حال تمسكها بمدينة كاراباخ.
رؤية رئيس الوزراء لم تعجب قطاعا واسعا من الارمنيين لأنهم يرونها من زاوية أخرى زاوية الاستسلام والخضوع لمطالب أذربيجان، فالحرب قرار من الصعوبة بمكان اتخاذه لتبعاته الخطيرة، ليس فقط على أرمينيا واذربيجان بل على الدول المجاورة وربما تتجاوز إلى دول ابعد منها جغرافياً.
مع ازدياد حدة التظاهرات واتساعها للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء باشنيان، تتصاعد النبرة المضادة من قبل رئيس الوزراء الارميني نفسه، رفضاً لأي املاءات وحشده مناصريه للتصدي لأي محاولة لتجريده منصبه، ومع دعوته لرئيس الدولة لعزل قائد الجيش والذي دعى الى عزل رئيس الوزراء بحجة تهاونه في حق أرمينيا وقبوله لاتفاق السلام مع أذربيجان.
ومع رفض رئيس أرمينيا دعوة باشنيان لعزل قائد الجيش الأرمني، بات رئيس الوزراء الارمني في موقف صعب، بخاصة بعد أن ساندت الأحزاب المعارضة دعوة قائد الجيش لتنحي باشنيان وتسليمه مقاليد منصبه، حيث اتهم باشنيان الجيش بتدبير محاولة انقلاب عسكري عليه.
أرمينيا أمام خيارين لا ثالث لهما، اما ان يتنازل رئيس الوزراء عن منصبه، أو يتشبث بمنصبه وتدخل الدولة في أتون صراع بين الجيش والرئاسة والمعارضة من جهة ورئيس الوزراء ومناصريه من جهة أخرى.
فهل ستحسم أرمينيا أمرها لتتضح الصورة بشكل أكبر ؟ أم ما زالت الضبابية تسود المشهد السياسي في أرمينيا والتي جوهرها الحرب التي جرت مؤخرا بين أرمينيا واذربيجان وتمخض عنها اتفاق سلام تعيد ارمينيا بموجبه كاراباخ لاذربيجان.