بقلم: رؤى سعد العرايفة
التَّصَدُّعُ الْأُسَرِيُّ أَوْ مَا يُسَمَّى التَّفَكُّكَ الْأُسَرِيَّ هُوَ حَالَةٌ مِنْ الْأَكْثَرِ الْحَالَاتِ أَنْتِشَارًاً فِي هَذَا الْمُجْتَمَعِ يَصْدُرُ نَتِيجَةً لِخِلَافَاتِ أَوْ تَخَلِّي أَحَدِ الْوَالِدَيْنِ عَنْ الْأَدْوَارِ الْأَسَاسِيَّةِ الْمُوصَى بِهَا ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى أَنْفِصَالِ الْأُسْرَةِ بِأَكْمَلِهَا، وَيُشِيرُ إِلَى الْفَشَلِ فِي الدَّوْرِ التَّرْبَوِيِّ الرَّئِيسِي لِلْأُسْرَةِ حَيْثُ يَنْخَفِضُ مُسْتَوَى مُسَاهَمَتِهَا فِي عَمَلِيَّةِ التَّنْشِئَةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ، وَفِي بِنَاءِ شَخْصِيَّةِ الْفَرْدِ بِصُورَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ وَضَبْطِ سُلُوكِ الْفَرْدِ وَتَوْجِيهِهِ وَفْقَ مُتَطَلَّبَاتِ الْحَيَاةِ ، فَهُوَ انْهِيَارُ الْوَحْدَةِ الِاسْرِيَّةِ وَانْحِلَالُ بِنَاءِ الِادْوَارِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ لِافِّرَادِ الْاسْرَةِ وَانْشَاءِ جِيلٍ فَاشِلٍ مُخْطَىءٍ وَمُتَسَرِّعٍ جِدًّاً . وَالْأُسَرُ هِيَ السَّبَبُ الرَّئِيسِيُّ لِانْتَاجِ هَذِهِ الْفِئَاتِ مِنْ الْأَشْخَاصِ الْبَالِغِينَ غَيْرِ الْأَصِحَّاءِ، أَحَدُهُمَا عَادَةً مَا يَكُونُ مُسِيئًا بِشَكْلٍ عَلَنِيٍّ، وَقَدْ يَتَأَثَّرُ أَيْضًا بِالْإِدْمَانِ، مِثْلُ تَعَاطِي الْمُخَدِّرَاتِ وَالْكُحُولِ، أَوْ أَحْيَانًا مَرَضٌ عَقْلِيٌّ غَيْرُ مُعَالِجٍ ، اوْ قَدْ يُؤَدِّي عَمَلِيَّاتِ السَّرِقَةِ وَالْقَتْلِ وَيُمَارِسُ عَمَلِيَّةَ التَّدْخِينِ.
لِمَاذَا لَا نُعَزِّزُ أُسَرَنَا لِمَاذَا لَا نَخْتَارُ الِاشْخَاصَ الْمُنَاسِبِينَ لَنَا لِمَاذَا لَا نُفَكِّرُ بِالْمُسْتَقْبَلِ.
فَلِذَلِكَ غِيَابُ دَوْرِ الْأُسْرَةِ الرِّقَابِيِّ هُوَ بِحَدِّ ذَاتِهِ ضَيَاعُ الْمُجْتَمَعِ.
كَفُوا عَنْ الطَّلَاقِ وَالتَّفَكُّكِ الْأُسَرِيِّ.