مدار الساعة - يعكس مشروع "دمج التنوع الحيوي في تطوير قطاع السياحة في الأردن"، التنوع الحيوي الفريد الذي تتمتع به محمية وادي رم الطبيعية، ويضفي سحراً أخر لقيمته الطبيعية التي لا تقل أهمية عن تلك المكانة التاريخية والثقافية التي يحظى بها "وادي القمر".
ويهدف المشروع الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع مؤسسات وطنية بدعم من مرفق البيئة العالمي، إلى دمج وتعزيز أهداف صون التنوع الحيوي في برامج تطوير السياحة بالأردن، ليكون جزءاً حيوياً من عملية تطوير القطاع وفرصة تنموية على المستوى الوطني.
ويعمل المشروع الذي تبلغ كلفته 7ر3 مليون دولار أميركي، على تخفيف الآثار السلبية للعملية السياحية على قيم التنوع الحيوي في ثلاث مناطق رئيسة هي محميات البترا ووادي رم ودبين، وكان قد بدئ العمل بالمشروع بداية عام 2014 وينتهي مع بداية عام 2018. وقال المدير الوطني للمشروع في "البرنامج الإنمائي" المهندس ماجد الحسنات، خلال جولة ميدانية نظمها البرنامج للإعلاميين في "رم" بالتزامن مع اليوم العالمي للتنوع الحيوي الذي يصادف 22 أيار من كل عام، إن المشروع يعمل ضمن ثلاثة محاور هي: محور المستوى الوطني، والمحور الإقليمي (النسق الطبيعي)، وأخيراً المحور المحلي (المناطق المحمية).
وأشار إلى ان المشروع يعمل بالشراكة مع لجان محلية استشارية تم تشكيلها بمبادرة من قبل "البرنامج الإنمائي" للمواقع الثلاثة، حيثُ تم تنظيم العديد من البرامج التدريبية للجان المحلية، من أجل إعدادها وتأهيلها لتكون جزءاً أساسياً من إدارة المحميات الطبيعية، منوهاً باهمية تلك اللجان ودورها في متابعة تنفيذ "مشروع البرنامج" في مواقعه الثلاثة، وأهمية إستمرار نشاطها حتى بعد إنتهاء المشروع.
وأكد الحسنات انه في ظل تغيرات قطاع الاعمال عالميا ومحلياً أصبحت الشركات الكبيرة هي المسيطرة، ما أثر على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يملكها ويديرها المجتمع المحلي، ومن هنا تأتي اهمية تأهيل المجتمعات المحلية وتطوير اعمالها لتستطيع الاستمرار والتطور، الأمر الذي دعا المشروع إلى تبني نهج باشراك المجتمعات المحلية والمؤسسات الوطنية المعنية في تنفيذ برامجه، يتمحور ذلك النهج حول إيجاد نهج تفكير موحد يهدف إلى التسويق للمواقع الثلاثة كوجهات سياحية وطنية.
بدوره، قال مدير محمية وادي رم الطبيعية ناصر الزوايدة، إن محمية رم تعد من المواقع النادرة المختلطة في العالم والأولى في الوطن العربي، حيثُ تجمع بين الثراء الطبيعي والثقافي التاريخي في آن واحد، وتبلغ مساحتها 740 كيلو مترا مربعا، بالاضافة الى نطاق عازل تم تنفيذه مؤخرا من قبل المشروع ليكون بمثابة خط الحماية الاول للمحمية بمساحة اضافية تصل الى 700 كيلو متر مربع. وأشار إلى ان المحمية تجمع تضاريس متنوعة تشمل مجموعة من الأودية الضيقة والأقواس الطبيعية والمنحدرات الشاهقة والطرق المنحدرة، حيثُ يعبرها أربعة أودية وهي: وادي رامان، وادي المرصد، وادي أم عشرين، وادي سابط.
وأوضح الزوايدة ان المحمية تشهد الآف النقوش والرسوم المتوزعة على اوديتها وصخورها والتي تدل على ما عرفته المنطقة من مستوطنات بشرية وتفاعل بين الإنسان والبيئة الطبيعية على مدى 12 ألف عام، لافتاً إلى أنه تم العثور على نحو 25 ألف منحوتة صخرية و20 ألف نقش صخري، ويتراوح ارتفاع جبال "رم" ما بين 800 - 1750 متراً فوق سطح البحر.
وأضاف أن محمية "وادي رم" تعد أكبر محمية بالأردن والوحيدة القائمة على الادارة المباشرة من المجتمع المحلي، حيثُ توظف 80 موظفاً من أبناء المجتمع المحلي، وتضم41 مخيماً داخل حدودها ونحو 20 مخيماً خارجها، منوهاً بان عدد زوارها وصل خلال الربع الأول من العام الحالي إلى نحو 40 ألفا.
وأكد ان المحمية تجسد تطور الفلاحة والزراعة والحياة الحضرية في المنطقة، حيثُ تحتضن حتى الآن ثلاث أشجار زيتون روماني قديم منذُ العصر الروماني، يقدر عمر الشجرة الواحد بنحو 1500 سنة، ويوجد فيها 283 نوعاً من النباتات، و185 نوعاً من الحيوانات، مشيراً إلى أنه تم أطلاق نحو 100 من حيوان البدن في فضاء المحمية. ويعد الأردن موقعاً غاية في الأهمية البيئية من خلال وجوده على مفترق ثلاث قارات: هي آسيا وأفريقيا وأوروبا، حيث يحتضن تنوعاً طبيعياً يمثلها جميعاً، كما ان 80
بالمئة من مساحة المملكة يسودها المناخ شبه الجاف ولديها تنوع من حيث البيئات والتضاريس بفضل حفرة الانهدام.
وفي الأردن ما يزيد على 2500 نوع من النباتات الطبيعية التي تمثل 1 بالمئة من مجموع الأنواع في العالم، وتضم 100 نوع متوطن و375 نوعا نادرا، كما يوجد نحو 47 نوعا من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض ومنها العديد من اللبائن والطيور.