مدار الساعة - سجل سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء بلبنان سعراً قياسياً جديداً، حيث بلغ عشرة آلاف ليرة للدولار الواحد ظهر اليوم الثلاثاء.
سجل سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء في لبنان سعراً قياسياً جديداً، حيث بلغ عشرة آلاف ليرة للدولار الواحد ظهر اليوم، فيما تخطاه في بعض المناطق وفق ما تناقلته بعض المنصات التي يتم التداول بها بين اللبنانيين.
وبهذه الزيادة كسِر الهامش شبه الثابت الذي تراوح بين 8000 و8500 في الأسابيع القليلة الماضية، ليرتفع نحو 1500 ليرة في غضون أيام قليلة.
وفي وقت سابق اليوم، ارتفع سعر صرف الدولار، مقابل الليرة اللبنانية، لدى تعاملات السوق الموازية غير الرسمية، بعد تخفيف إجراءات الإغلاق. وتراوح دولار السوق السوداء في لبنان ما بين 9800-9850 ليرة لكل دولار، وفق وسائل إعلام محلية.
ويأتي الانخفاض القياسي في سعر الصرف الثلاثاء، غداة إعلان مصرف لبنان بدء مراجعة أوضاع البنوك بعد انتهاء مهلة حددها لها من أجل زيادة رأسمالها، ضمن خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي.
وطلب المصرف المركزي في تعميم صيف 2020 من المصارف زيادة رأسمالها بنسبة عشرين في المئة بحلول نهاية شباط/فبراير. كما طلب منها تكوين حساب خارجي حر من أي التزامات لدى بنوك المراسلة في الخارج لا يقل عن ثلاثة في المئة من مجموع الودائع بالعملات الأجنبية.
وفي حال عدم التزام المصارف بتلك المعايير، فتصبح أسهمها ملكاً لمصرف لبنان.
ويشهد لبنان منذ صيف عام 2019 أزمة اقتصادية كبيرة أدت إلى تراجع قيمة العملة المحلية وخسارة قيمتها أكثر من 80% من قيمتها مقابل الدولار الذي كان مثبتا لسنوات طويلة على قيمة 1500 ليرة، وهو ما فاقم معدلات التضخم وتسبّبت بخسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم.
ويتهم محللون ومراقبون زعماء سياسيين ومسؤولين بتحويل مبالغ ضخمة من حساباتهم إلى الخارج، إثر تظاهرات شعبية غير مسبوقة بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضد الطبقة السياسية حيث بدأ الوضع منذ ذلك الحين يتفاقم اقتصاديا وماليا.
وقال أحد الصرافين لوكالة فرانس برس إن سعر الصرف في السوق السوداء تراوح الثلاثاء بين 9900 وعشرة آلاف.
ولخّص آخر الوضع بالقول "ما يحصل في السوق السوداء جنون".
وذكرت صحيفة "الأخبار" المحلية الثلاثاء أن تسارع انهيار الليرة يعود إلى مجموعة عوامل "على رأسها سحب المصارف لمبالغ كبيرة جداً من الدولارات من السوق".
وتصدر وسم "دولار" موقع تويتر في لبنان. وسخر كثيرون من انخفاض سعر الصرف في بلد يشهد شللاً سياسياً منذ استقالة الحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الماضي.
ولم تتمكن القوى السياسية حتى الآن من الاتفاق على شكل الحكومة الجديدة التي كُلف رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري تشكيلها.
وغرّدت الباحثة في مركز كارنيجي مهى يحيى "في هذه الأثناء تنهار ليرة لبنان أكثر فيما الجمود السياسي مستمر ولا سياسات لوقف الانهيار! دعم الفقراء اللبنانيين المثقلين بالتضخم لا يكفي".
وينعكس الانخفاض في قيمة العملة المحلية على أسعار السلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من الخارج.
وقد ارتفعت أسعار السلع بنسبة 144%، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.