حديث رئیس هیئة الأركان المشتركة، اللواء الركن یوسف الحنیطي، خلال زيارته يوم الأربعاء الماضي للواجهتين الشرقية والشمالية، يستدعي من الأردنيين الوقوف عنده والتأمل فيه طويلاً، فلم يعتد عسكرنا الثرثرة وإرسال الكلام على عواهنه، فقد عُرف عنهم العمل بصمت وبعيداً عن الإعلام، لذلك كان كلامهم يوزن يميزان الذهب، لأنه نادراً وعند الضرورة القصوى، لذلك فإنني أظن أن رئيس هيئة الأركان وصل إلى لحظة الضرورة القصوى، التي صار لابد معها أولاً من تنبيه الأردنيين إلى المخاطر التي تحيق بوطنهم،وثانياً تحذير من يستهدفون الأردن، بأ? ما ينتظرهم هو الموت الزؤام، وأنهم لن يمروا عبر حدودنا، لأن جيشنا العربي يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمننا.
إن مما يزيد من قيمة حديث «قايد الجيش» المكان الذي اختاره ليقوله محذراً أعداء الأردن، وهو واجهة كتیبة (أم الشهداء)، ليذكر الأوغاد بأن الشهادة هي غايتنا، وهي في الوقت ذاته وسيلتنا لحماية وطننا وشعبنا وإنجازاتهما، لذلك لن تفيد أعداء وطننا جمیع محاولات التسلل والتهریب التي تنشط على واجهاتنا الحدودية، لأنه إن نامت عيون الصقر فإن عيون نشامى القوات المسلحة وأجهزتنا الأمنية لا تنام، للحفاظ على أمننا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، ومن أجل ذلك كله تستمر عملية تعزيز واجهاتنا الحدودية وخاصة الواجهتين الشرقية والشمالية?بكل ما يزيد من قوتها ومنعتها وقدرتها على التصدي، وكان آخر ذك تعزيز هاتين الواجهتين «بقوات خاصة، وقوة رد فعل سریع وبإسناد طائرات من سلاح الجو الملكي، لتظل جاهزة على مدار الساعة للتعامل مع جمیع أشكال التسلل والتهریب ومواجهة التهدیدات والتحدیات الأمنیة التي تمر بها دول المنطقة والإقلیم»، والتي تحاول بعض التنظيمات والأحزاب والدول نقلها إلى بلدنا خاب فئلهم.
ما قاله «قايد الجيش» يستدعي منا نحن الأردنيين, أن نتصرف على أساس أن بلدنا في دائرة الاستهداف الذي يأخذ صوراً مختلفة، أقلها الاستهداف العسكري المباشر، الذي سيتحطم على صخرة قواتنا المسلحة كما فعلت في اللطرون والكرامة، لكن ما هو أخطر من الاستهداف العسكري، هو إضعاف وتوهين جبهتنا الداخلية، من خلال إغراق شبابنا بالمخدرات التي تنشط محاولات تهريبها على واجهاتنا الحدودية، مما يستدعي منا أعلى درجات الحيطة والحذر، مع أهمية مراقبة سلوك شبابنا لحمايتهم من الوقوع في براثن هذه الآفة كما تخطط القوى التي تستهدف الأردن.
وبمستوى خطورة الجهود التي تُبذل لنشر المخدرات في بلدنا. كذلك ما تفعله الغرف السوداء من فبركة ونشر للإشاعات في بلدنا وحوله، بهدف التشكيك بكل منجز أردني وبهدف نشر الإحباط بين الأردنيين، بعد هز ثقتهم بوطنهم، من خلال التركيز على السلبيات وإبرازها، وكلها حلقات في مؤامرة استهداف بلدنا التي يجب أن نقاومها بالوعي وبالتلاحم.
الرأي