انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

من وحي المنخفض الجوي

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/18 الساعة 00:52
حجم الخط

كان لافتا للنظر صباح يوم الاثنين الماضي، حجم الطوابير أمام المخابز ومحلات بيع الخضراوات، ومثله التزاحم أمام المتاجر الكبيرة، وكذلك كان الحال في مساء ذلك اليوم.

عند الاستفسار عن سبب هذه الطوابير، وهذا الزحام، قيل إنه الاستعداد لمواجهة المنخفض الجوي المصحوب بتساقط الثلوج، والسؤال هنا: هل يحتاج هذا الوقت على قصره والذي سينعم به الله علينا بالغيث كل هذا الخزين من الخبز والمواد الغذائية التي يحتاج الحصول عليها كل هذا الانتظار وقوفا بهذه الطوابير، خاصة وأن معظم بيوتنا لا تشتري حاجتها من الخبز ولا من المواد الغذائية يوما بيوم، فلماذا يتغير سلوكها عند كل منخفض جوي، علما أن الكثير من المتاجر الكبيرة تظل تعمل أثناء المنخفضات الجوية وكذلك بقالات ومتاجر ومخابز الأحياء؟ ولماذا ارتبط عندنا الجلوس بالمنزل سواء أثناء المنخفضات الجوية أو أيام الحظر أو غيرها من الأحداث بالسلوك الاستهلاكي ومن مظاهره الشراهة بتناول الأطعمة، وكأننا لا نأكل إلا في هذه المناسبات؟ ولماذا تغير سلوكنا بالتعامل مع المنخفضات الجوية، خلال السنوات الأخيرة فقد كانت تمر بنا منخفضات أشد وأطول مدة، ولم نكن نمارس طقس التخزين، الذي نسمع عنه هذه الأيام قصصا هي أقرب إلى الخيال منها للواقع، فقد أخبرني أحدهم أنه رأى رجلا يشتري ثلاثين كيلو خبزا ليومي المنخفض الجوي، بينما اشترى اخر ما يعادل خروفين من اللحم، علما بأنه لا يشتري في الأيام العادية اكثر كيلوين، وعندما سأله الجزار إن كان لديه وليمة، نفى ذلك، قائلا إن هذه الكمية هي للتسلية وتمضية الوقت أثناء المنخفض.

كثيرة هي القصص التي نسمعها ونشاهدها عن الإقبال على الخبز والمواد الغذائية، وهي تؤشر على تغير سلبي كبير في سلوكنا الاقتصادي، ليس أكثر منه سلبية إلا التغير الذي يطرأ على سلوكنا في قيادة السيارات، واحترام أولويات المرور، وهو سلوك سيئ أصلا، يزداد سوءا أثناء المنخفض الجوي، فما السر وراء ذلك، وماهو دور الفزعة الإعلامية في التعامل مع المنخفضات الجوية، والتهويل حولها، وكأننا مقبلون على كارثة، وهو سلوك بعيد عن المهنية والموضوعية فيه كثير من الاثارة، يؤدي إلى توتير الناس فينعكس هذا التوتر سلوكا فيه الكثير من الشراهة، والكثير من العصبية والنزق؟.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/18 الساعة 00:52