مازن حماد
بعد تجربتي مع الفيسبوك ، وهو بالمناسبة وسيلة عظيمة للتواصل لا تحظى بما يكفي من الاهتمام والاحترام ، قررت أن أنسحب بمقدار ينسجم مع معاييري.
أقصد بذلك أن نشاطي اعتبارا من يوم غد سيقتصر على مقالي اليومي وفكرتين أو ثلاث إذا وجدتُ ذلك مناسبا ، والاعتماد على قدر من الفوتوغرافيا واللقطات المميزة.
وأود أن أشير إلى أنني بحكم السن وقلة النشاط التفاعلي والاحتكاك مع الآخرين ، لا أحظى أو أمارس سوى عدد محدود من المواجهات التحاورية والزيارات العائلية ، في وقت تراجع فيه بشكل ملحوظ عدد الذين أعرفهم ويعرفونني سواء جراء الموت أو المرض أو قلة الاهتمام أصلا بالتواصل..
ولأن نشاطي العقلي متعاف ، فقد أقضي وقتا أطول في القراءة والتجوال الانترنتي أو مشاهدة الأفلام ، دون أن أنسى تكرار ما كتبتُه مؤخرا حول التجاوب الفيسبوكي ، إذْ أن عددا كبيرا من المتداولين يحظَوْن بمئات الإعجابات لمجرد أنهم يكتبون في البوست عبارات مثل "صباح الخير أيها الأصدقاء" أو "لا إله إلا الله" أو "مريت على بيت الحبايب".
وأعزو ذلك إلى أن الإعجابات موجهة بأغلبها إلى "من" كتب وليس إلى "ما" كتب.. لكن ذلك لا يلغي وجود مبدعين كثار يستحقون أضعاف ما ينالونه.
لكنّ عليهم أن يخضعوا لحقيقة ملخصها أنه كلما زاد حجم المعارف والمحيطين من الأقارب أو المنتفعين والمنافقين ، أو نفوذ صاحب البوست ، ارتفعت نسبة الإعجاب.
تنطوي تلك الحقيقة على إحباط وخيبة أمل يضاعفها الإقبال المتصاعد على النكتة والطرفة والابتعاد عن الجدي والمفيد.
أرجو ألا يظن أحد انني أركض وراء اللايكات ، غير أني أحتج على قلة التفاعل واستخدام البعض هذه اللايكات كوسيلة للثواب والعقاب أو الاهتمام والتجاهل.
كما لا أدعي تميزا وإن كان ما أكتبه أهم من "صباح الخير أيها الأصدقاء"..علما انني أتمنى لكم جميعا ليس فقط صباحا ومساء سعيدين ، ولكن التوفيق والحرص على إعطاء التواصل الايجابي اهتماما أكبر.
أصدقائي على الفيسبوك يقاربون الألف ، رغم أنني لا اعرف إلا القليل منهم..كما ألاحظ أن حجم المترددين على موقعي لا يتجاوز العشرات.
وأخيرا أعتذر عن انسحابي الجزئي ، معبرا عن رغبتي في الإبقاء على جميع من تشرفت بتبادل الصداقة معهم ، دون أدنى نية بحذف أحد مع عدم اعتراضي على رغبة أي صديق بحذفي.