مدار الساعة - عقدت جمعية معهد تضامن النساء الأردني ورشة عمل تدريبية متخصصة حول " تعزيز دورالإعلام في تحقيق وصول النساء الى العدالة القانونية والمجتمعية "مستهدفة مجموعة من الصحافيين والصحفيات وطلبة الإعلام و بأشراف إعلاميات متخصصات بالمجال وذلك في مقر الجمعية ومع مراعاة تدابير السلامة العامة الصحية الرسمية من فيروس كورونا .
وجاءت الورشة ضمن فعاليات مشروع "سيادة القانون والمحاكمات العادلة والقضاء المراعي للنوع الإجتماعي "الذي يدعمه الإتحاد الأوروبي وتحالفه "حياة"لمناهضة عقوبة الإعدام من منظور النوع الإجتماعي " وبهدف تعزيز معرفة الأعلاميون /ات بمعلومات ومهارات حقوقية ومهنية تتعلق بمواضيع سيادة القانون والمحاكمات العادلة إضافة الى تعزيز اللغة القانونية المراعية للنوع الإجتماعي عند التغطية الإعلامية في مجال المرأه والقانون سواء كانت متهمة أو شاهده أو مجني عليها أو ضحيه مباشرة أو غير مباشره .
وعلقت منسقة المشروع المحامية الاستاذة رضية عمايرة انه وفي ضوء الحاجة الى كسب مناصرة وتأييد المؤثرين/ات على وسائل التواصل الإجتماعي والإعلاميين والإعلاميات والحاجة الماسة للمساواة من أجل تعزيز وحشد الرأي العام لإحترام مبادئ حقوق الإنسان في سياق العداله والمحاكمات لما لهم من تأثير في تغير وجهات نظر المجتمع وفي بناء الرأي العام .
إضافة الى تفعيل دور الإعلام في وصول النساء والفتيات الفقيرات او غير المقتدرات -في نزاع مع القانون الى خدمات الاستشارات و المساعدة القانونية المتخصصة .
وركزت اعمال الورشة على ثلاثة محاور رئيسة محاور ؛ المحور الاول حول "دور مواقع التواصل الإجتماعي في تعزيز وصول النساء الى العدالة " اشارت خلالها الإعلامية رنا صويص الى ان شبكات التواصل الإجتماعي ساعدت وبدرجة كبيرة في التعمق في قضايا يمنع المجتمع من تداولها وقد ساهمت في إيصال أصوات النساء وارائهن حيال قضايا مفصلية وحساسا ومسكوت عنها .
لافتة الى استخدامها كاحد الوسائل المهمة في حملات المناصرة والتأييد من مؤسسات المجتمع المدني ومن المؤثرين/ات "influencer " تجاه قضايا مهمة تشريعية وقانونية ومجتمعية .
وقالت الاستاذة صويص "لم يعد هناك إخفاء أو تعتيم حول قضايا العنف على أساس النوع الإجتماعي " لافتة الى ان العديد من حالات العنف ضد النساء والفتيات قد تصدرت مواقع التواصل الإجتماعي بظهور "هاشتاج" باسم صاحبة القضية او ما يتعلق بالقضية ومنها على سبيل المثال لا الحصر هاشتاج "صرخات أحلام" و هاشتاج "بنت الجامعة" وغيرها ..., بحيث اصبحت قضية رأي عام، وزادت "وانتقلت القضية من الفضاء الألكتروني الى الأرض "وضربت مثالا على ذلك حالات اعتصام جرش بعد حادثة العنف الأسري ضد فاطمة ابو عكليك والاعتصام الاخر أمام مجلس الأمة بعد مقتل الشابة أحلام , مشيرة الى مشاركة فاعلة من الشباب تجاه رفض هذا العنف , لافتة الى اهمية اشكال جديدة من التطبيقات على مواقع التواصل الاجتماعي "البودكاست " والتي تستطيع النساء ومن خلال الصوت والصورة ان يكون صوتهن مسموعا .
والمحور الثاني حول "طرق معالجة الاخبار والقصص الإعلامية المتعلقة بالجرائم والجنايات الكبرى المعاقب عليها بالإعدام بصورة عادلة وحساسة للنوع الإجتماعي" قدمته الصحفية المتخصصة في قضايا المرأة الأستاذة رنا الحسيني من وخلال تجربتها في متابعة قضايا قتل النساء ما يسمى "جرائم الشرف" وقضايا النساء في محاكم الجنايات الكبرى لافتة الى أهمية التركيز على الأبعاد الإجتماعية والمجتمعية في المجال وأهمية ان يكون الإعلامي المتابع لهذه القضايا له مصادر موثوقة وتثق به , وأن يتوخى الحيادية والموضوعية والدقة والتوازن في التغطيه الاعلامية للحدث وان يكون حساسا ودقيقا في استخدام المصطلحات بحيث تكون صديقة للنساء بعيدا عن التعصب العرقي او الفكري او القبلي او الثقافي ,حياديا وينقل الصورة بواقعية وموضوعية و ياخذ المعلومات من مصادرها الرسمية والخبيرة والمتخصصة .
كما لفتت الأستاذة الحسيني الى أهمية ان يكون الإعلامي وفي تغطيته محاكم الجنايات الكبرى ملما بالقانون وموضوعيا بحيث لا يتورط بإشكاليات تهدد حياته مشيرة الى بعض المصطلحات والتعبيرات التي يجب تجنبها ومنها مجرم/ة .
قاتل/ة وينصح باستخدام مشتبه به/بها .
وعدم استخدام مغتصب وانما متهم وغيرها من المصطلحات المغلوطة منها : خادمة, جريمة شرف , نسوان ...الخ .
وقدمت الأستاذة الحسيني تدريبيا عمليا في كيفية الكتابة الإعلامية المتخصصة لقرار محكمة الجنايات الكبرى مشددة على اهمية مطالعة القرار بعمق وأهمية الإحاطة بالقضية من جميع جوانبها .
لافتة الى ضرورة ان يكون الإعلامي ممكنا في قضايا ومواثيق حقوق الإنسان الدولية وملتزما بالمواثيق الأخلاقية الإعلامية الوطنية والدولية بالمجال وان يكون ممكنا بمفاهيم سيادة القانون وطرق معالجة الأخبار والقصص بصورة عادلة وحساسة للنوع الإجتماعي بعيدا عن النمطية المسيئة للمرأة والمجتمع .
والمحور الثالث حول "تحرير الأخبار الصحفية والمقالات والتحقيقات وتوظيفها لتحقيق العدالة المجتمعية" قدمته مديرة اذاعة راديو البلد الاعلامية الاستاذة عطاف الرويضان ومن خلال تجربتها الواقعية بالمجال مشددة على اهمية ان يكون الاعلامي/ة مؤمنا بعدالة قضية حقوق المراة .
واهمية التركيز على اراء المجتمع من مختلف الاطياف والأعمار والإختصاصات وان يكون الإعلامي مسلحا بالمعارف والمهارات والخبرات اللازمه ومشددة على دوره في تحقيق العداله والانصاف في المجال الجنائي بعيداً عن التنميط والتنمر والإنحياز والحكم المسبق , لافتة الى اهمية التركيز على النساء في مختلف المجالات والقطاعات وابراز دورهن ورايهن بجميع القضايا وفي جميع البرامج بحيث يكون لهن الاولوية بالتعليقات والمشاركات عبر الإذاعة واهمية التركيز في التغطية الاعلامية لقضايا العنف على اساس النوع الاجتماعي على ان النساء مستضعفات وليس ضعيفات وانهن مسؤولات وقادرات بالتركيز على النماذج الإيجابية المضيئة في جميع المجالات تخللها تطبيقات عملية معمقة في كيفية التأثير في تغيير وجهات النظر من ناحية جندريه ،ومن منظور حقوق الانسان .
وتخلل الورشة مشاركات معمقة واستفسارات من المشاركين والمشاركات حول جدلية عقوبة الإعدام والعقوبات البديلة وعقوبة المؤبد والوصم المجتمعي للنساء في مراكز الإصلاح والتأهيل والموقوفات اداريا والمعالجات القانونية والمجتمعية بالمجال وأهمية المساعدات القانونية الخبيرة والمتخصصة للنساء في جميع القضايا وخاصة القضايا التي تنظر في محاكم الجنايات الكبرى .