الربيحات تكتب: مَسير
بقلم سماح الربيحات
يُولدُ الإنسان وتبدأ معه رحلة الاكتشاف الأعظم لحقيقة ما يكون ,حيث يبدأ منذ اولى مغامراته بمحاولة فك شيفرة المفاهيم والايدولوجيات التي من شأنها ان تظهر له ماهية الامور, ليتعمق بعد ذلك في فهمها واصطلاح معاني اخرى لها لتتماشى مع حاجاته وتحقيق مصالحه.
يستظل أسفل غيمة الانتصارات متباهياً بإتقانه لإدوار البطولة التي يلعبها داخل حلبته الخاصة، والتي قد لا تتجاوز إصابة هدفه الاول داخل المرمى ليُدرجَ لدى فريق كرة القدم خاصتة في قائمة اللاعبين الأساسيين عوضاً عن الاحتياط، ثم تتوسع دائرة انتصاراته لتشمل حصوله على شهادة الثانوية العامة ، ليلتحق بعد ذلك بالجامعة مُتمِماً حصوله على درجة البكالوريوس بالتخصص الذي يطمح أن يفتح له أبواب رزقه ليتمكن من شراء مفتاح القفص الذهبي الذي سيمنحه فرصة لقاء فلذة كبده.
وهكذا تنمو انتصاراته مع كل ربيع، وتشرق في صدره شمس الحياة، ولكن كما أمر الله للشمس أن تشرق أمرها بالمغيب وكما شاء للربيع ان يفرش الأرض بالخضرة شاء له باليباس، فليست كل اللحظات التي يعيشها تكون مكللة بالنجاح، فعلا قدر سعيه لبلوغ القمة سيجد الكثير من التحديات والمصاعب التي سترافقه طوال رحلته، وعندها ترافقه سحابةً أخرى متوجه بالتوجس والخذلان من بلوغ مسعاه.
إلا أن إصراره على تحقيق ذاته ووصوله الى غايته يرغمه على إكمال المسير ومواجهة جميع العقبات، ومتى ما بدأ بمواجهتها والمرور من خلالها إستدل على طريق نجاحه وفلاحه.
َولأن رحلة الاكتشاف تبقى رفيقته منذ الولادة وحتى الممات يظل الانسان في رحلة المسير والخوض في معركة الانتصارات والفشل، إلا أن يعي حقيقة نفسه وحقيقة كل ما يدور حوله.
