مدار الساعة - أضحت الزيارات الافتراضية المدفوعة واحدة من أهم مصادر الدخل للمتاحف في حقبة الجائحة، وهو ما دفعها إلى الابتكار لجذب الزوار.
ومن الزيارات التفاعلية إلى ألعاب الفيديو مرورا بالمدونات الصوتية، تعددت المبادرات الابتكارية للحد من تبعات الإغلاق أو القيود على السعة الاستيعابية.
كما ساهمت تلك الابتكارات في إبقاء التواصل مع الرواد الخائفين من انتقال العدوى إليهم خلال الزيارات الحضورية.
وكانت هذه العروض مجانية في بادئ الأمر، غير أن بعض المؤسسات باتت تعتمد مبدأ الزيارات الافتراضية المدفوعة.
وتدافع حوالى 300 شخص، أي الحد الأقصى المسموح به، للمشاركة في كلّ من الزيارتين الافتراضيتين الأوليين اللتين تتيحان الغوص في أبرز محطات حياة المغني الأسطوري الراحل ومعاينة قطع أو سماع قصص مثيرة ترد فيها المرشدة على تساؤلات الزوار.
وتقول باربارا براون-ابولافيا إن الزيارة شملت "محتويات بصرية لذا كان الجو شبيها بحصة تعليمية".
غير أن جودة العرض والطابع التفاعلي والمكيّف مع رغبات الزوار ومنتدى الأسئلة، عوامل إيجابية رطبت الأجواء خلال الزيارة، وفق مدرّسة اللغة الإنجليزية التي تعرف المتحف الشهير في نيويورك جيدّا.
وتضيف براون-ابولافيا "هل الأمر مشابه بزيارة متحف متروبوليتان حضوريا؟ بالتأكيد كلا. لكنه يشكل محفزا ذهنيا".
وقبل هذه الزيارة المدفوعة، قدمت هذه المستشارة السابقة في الإرشاد المهني للمرشدة تفاصيل خاصة بكل طالب مشارك في الزيارة.
وتروي براون-أبولافيا "لقد تكيّفت (المرشدة) مع ذلك، من خلال عدم الاسترسال في الشروحات ومن دون تبسيط مفرط أيضا (...) كان ذلك مثيرا حقا للاهتمام لدرجة أننا تخطينا الوقت المحدد أساسا بعشرين دقيقة".
وتكلّف الزيارة 300 دولار لكل مجموعة مؤلفة من 400 شخصا بالغا كحد أقصى، و200 دولار لمجموعات الطلبة.
وإضافة إلى البالغين، استضاف المتحف الشهير في نيويورك افتراضيا حوالى أربعة آلاف تلميذ بين تموز/يوليو وكانون الأول/ديسمبر، بينهم أجانب. كما أن الطلب على هذه الزيارات آخذ في التنامي، وفق ما أكد المتحف لوكالة فرانس برس.
وباتت متاحف أخرى في نيويورك، بينها غوغنهايم وفريك كولكشن وحتى متحف 11 سبتمبر/ أيلول، تتيح زيارات افتراضية مدفوعة.
واقترحت مؤسسة لوي فويتون في باريس أخيرا إجراء "زيارة مصغرة مباشرة" مقابل بدل مالي للراغبين بمشاهدة معرضها المخصص لسيندي شيرمان، فيما يتيح متحف "ديزاين ميوزيم" في لندن للزوار الاطلاع على معرض مخصص للموسيقى الإلكترونية في مقابل سبعة جنيهات استرلينية.
وفضلاً عن المتاحف نفسها، أضافت شركات خاصة ومواقع إلكترونية ووكالات سفر زيارات افتراضية إلى برامجها الترفيهية المتاحة للزبائن.
لكن هل ستزداد هذه العروض بعد انتهاء الجائحة؟ رغم المؤشرات الأولى المشجعة بشأن الزيارات الافتراضية المدفوعة، يوضح متحف متروبوليتان في نيويورك أن من المهم أن يستمر في تقديم "برامج مجانية للجميع".