انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

بين المايونيز والقايش

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/15 الساعة 00:04
حجم الخط

عرفت (المايونيز) متأخرا قليلا, وأنا أجزم أن المايونيز، لو لم يتم اختراعه فالبشرية ستمضي.. لأنه مجرد إكسسوار غذائي, بالمقابل من اخترع القايش أسس نظريات مهمة في التربية والتاريخ والوطنية, (القايش) ثقافة مهمة.. لاغنى عنها فهي تعني العسكر..

أحيانا أتهم بعض الأصدقاء بأنهم من حزب (المايونيز).. وافتخر بانتسابي (لحزب القايش).. أقول لهم حزب القايش يعني الدم والتاريخ والوطن والحياة والعقال والعشيرة.. بالمقابل فجماعة (المايونيز) تعني الطعم الأميركي.. وتعني الهمبرغر.. أقول لهم حزب (القايش) يعني عطالله غاصب, الذي أعطب (64) دبابة.. وأصيب بيده وأصر أن يكمل المعركة دفاعا عن بوابتنا الشمالية مع أن النزف لم يتوقف, حزب القايش يعني كاسب صفوق الجازي.. قائد لواء عالية في معركة الكرامة.. والذي وجهت له قذيفة دبابة إسرائيلية وهو في الخندق, وظل يحفر بيده إلى أن أزال التراب عن بوابة الخندق.. وخرج ثم أكمل المعركة.

حزب (القايش) يعني عباطة عيد وحمدان البلوي, وأحدهم في الشيخ جراح وحين صعدوا التلة.. لم تكن سبطانة الدبابة (المدولبة) على مستوى الحاجز.. صعد وأنزل السبطانة بجسده, وعند أول قذيفة طارت يده وعينه وأصر على صاحبه أن يسدد الثانية حتى يخترقوا الحاجز.. واستشهد.

حزب القايش يعني يوسف كعوش, وقاسم الدويري.. يعني حابس علي ذياب, يعني.. اللواء (أربعين) بكل بسالته, ويعني الكتاب الذي كنا نقرأه.. ونحفظه غيبا ويعني الرضى بالحال والإيمان بالأرض, يعني الكرامة.. والعشق, ويعني أن الوطن طلقة.. وسكين, وأن الحياة مبدأ وعقيدة..

كان حزبنا هو الأقوى والأكبر, كان هو الإيمان.. وهو جذور الزيتون, وسمرة البدو والشوارع التي حماها العسكر, وحموا أرصفتها من الزوال أو الإستباحة.. حزبنا كان هو الأنقى والأطهر, وهو بلا اشتراك ولا عضوية ولا وصولات لتسديد الإلتزامات السنوية.. دمك يكفي, والدمع في عينيك يكفي.. وذاك الشماغ المزنر بالهدب يكفي..

لكننا للأسف ابتلينا بحزب (المايونيز).. حزب الأفكار المعلبة مثل المايونيز, حزب الليونة في القيم والأعراف والتقاليد وجديلة المرأة.. حزب الإنقلاب على صفحات تاريخنا, وعلى كل مبدأ وعلى كل قيمة وطنية.. هم يريدوننا بهوية تشبه المايونيز.. تشكلها تدهنها.. تلعقها بإصبعك.. هوية يطبع عليها تاريخ انتهاء الصلاحية.. ولها رفوف توضع فيها, ولها وكيل ومروج.. ولها منافس أقل سعرا وأكثر مبيعا.

.. أنا حربي ليست على (المايونيز).. ولكنها على حزب (المايونيز).. ولا شك أن القايش سيبقى مفتاح الصبر فينا, ومنبع الفضيلة, وأغلى حكاياتنا.. حتى الضرب الذي كنا نتلقاه فيه كان شهيا.. في هذا الوطن ما زال للقايش رجال.. تدافع عنه.

Abdelhadi18@yahoo.com

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/15 الساعة 00:04