مدار الساعة – عبدالحافظ الهروط - الشخصية الوطنية المعروفة والمسكون في حب الوطن رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات يظل قامة كبيرة، وأنه رغم التقدم بعمره المديد، فهو منسجم مع نفسه التي نذرها للوفاء للأردن والأمة ، ومع فكره الذي لا ينحاز الا لمصلحة البلد ومصير الناس.
حكمت عليه ظروف استثنائية ، وأُخرى صحية، حتى نأى بنفسه معتكفاً في بيته، فهو ليس من المراهقين السياسيين وذوي المناصب الذين يلهثون وراء الاعلام او يجذبون ابناء المهنة الى صالوناتهم، لتمرير الاشاعات طمعاً بإعادتهم الى مواقع المتنفذين.
دولة ابو ثامر سرقت منه "مدار الساعة" بعض الوقت في وقفة لم يجلس طوالها رغم ما يعانيه من اوجاع، وجع الوطن ووجع المواطن ووجع الجسد، وفي يده كوب وضع في قعره ماء وكيساً من الشاي الأخضر، قبل ان نعترف له في نهاية الحديث المسروق ان هذا الحديث العابر سيكون للنشر ، فقبل الاعتراف وقبل الاعتذار.
* غبت عن الانظار طويلاً ، وهذا ليس من حقك، فأنت رجل محسوب على الوطن، لماذا هذا الغياب ؟
- عام 2016 كان كافياً في ابعادي عن الناس وعن الاردن بعض الوقت، فقد اجريت عمليتين في ظهري، الأولى في المانيا، ولم تنجح، عندما أخطأ الطبيب في ضبط الفقرات وهو يضع برغياً، تسبب في كسر احداها، ولاعترافه بالخطأ طلب مني ان اجري عملية أخرى ، فرفضت، لأجري عملية في أميركا ونجحت والحمد لله فكانت الثانية، العمليتان كانت كلفتاهما على حسابي الخاص، ولم اُكلف الدولة بهما.
* بنى الاردنيون دولة المؤسسات الشاملة وكانت الامكانات المادية شحيحة في حين يتراجع دور هذه المؤسسات رغم توافر هذه الامكانات؟
- تنهض المؤسسات عندما يكون في الدولة اصلاح، وانا لا ارى اصلاحاً جاداً حالياً، كما انه لن يكون هناك اصلاح حقيقي في ظل وجود فساد، ومصالح تجارة اذ لا يجوز ان يتحول التعليم الى عملية تجارية، هذا مثال بين أمثلة كثيرة على الفساد والمصالح الشخصية.
- لا مفر للأردنيين الا الاردن، فنحن نعيش في منطقة ملتهبة، لا دول الخليج ولا اي دولة عربية مجاورة او غير مجاورة يمكن ان نلجأ لها، لا قدّر الله،
لهذا يتملكنا الخوف والحرص لنحافظ على بلدنا ونعمل لمصالحنا الوطنية وننادي بترجمة الاصلاح على ارض الواقع ومحاربة الفساد والمصالح الشخصية.
* كيف يرى دولتكم اعلام التواصل الاجتماعي؟
- الحمد لله انا لا احمل نقالاً وليس لي صفحة في هذا النوع من الاعلام، الذي ينشر فيه بعض الناس بذاءاتهم واسرارهم وخصوصياتهم وأخباراً مخجلة ويلتقطون الصور على الولائم في حين هناك محرومون وجائعون .
* سؤال يخطر في بالكم دائماً؟
- سنغادر الدنيا فماذا سنبقي للأبناء والأحفاد اذا ما بقينا على هذه الحال؟