مدار الساعة - هل وجدت نفسك يوماً تخط خطوطاً عشوائية في لحظة توتر، ربما خلال مكالمة مشحونة أو في وقت الانتظار قبل موعد مفاجئ؟ قد لا تكون مدركاً لذلك، لكن هذا يعتبر شكلاً من أشكال العلاج بالفن.
ويشير مصطلح "العلاج بالفن" إلى استخدام أيٍ من أشكال الفنون في الأغراض العلاجية، بما في ذلك تنفيس القلق والتوتر. وتقترح النظرية المتعلقة بهذا الرسم والتلوين والنحت للتواصل مع الألم والتعبير عنه وعن المشاعر التي يصعب التنفيس عنها بالكلمات.
سنشرح لك في هذا التقرير كيف يساعد الرسم على التخفيف من التوتر وفوائده لصحتك الذهنية.
يتيح لك استخدام القلم على الورق بعض المساحة بعيداً عن الأفكار غير المرغوب فيها، التي غالباً لا يمكن السيطرة عليها، والانخراط في نشاط يمكنك التحكم فيه. فأنت تختار ما ترسمه والألوان التي تضيفها إلى التصميم. وبينما تركز على العملية الإبداعية، فأنت لا تسمح للقلق باستنزاف طاقتك.
وهناك أيضاً الكثير من الأبحاث التي تدعم تأثير الفن في التنفيس عن الضغط والتوتر؛ إذ اقترحت دراسة أُجرِيَت عام 2018 ممارسة أنشطة التلوين بذهن حاضر للمساعدة في تخفيف القلق المرتبط بالامتحانات، وهو مصدر توتر كبير لدى الكثير من الطلبة.
يقترح بعض الخبراء أنَّ هذه الحالة تعزز الإبداع والسلامة العاطفية من خلال المساعدة في تخفيف التوتر. وهناك الكثير من الطرق للدخول في حالة التدفق الذهني، وتُعَد الأنشطة الفنية مثل الرسم أو التلوين طرقاً رائعة للبدء.
على غرار التأمل يمكن أن يحسن التدفق الأداء ويقلل من مستويات التوتر. قد تواجه التدفق عند لعب آلة موسيقية أو ممارسة الرياضة أو البستنة أو الكتابة أو الرسم.
إذا كنت تبحث عن طريقة لأخذ قسط من الراحة بعيداً عن الأفكار المؤلمة، فإنَّ الرسم يوفر وسيلة لتركيز انتباهك على شيء مهدئ. وسيساعد الرسم أو الشخبطة أو التلوين على منعك من الانجراف مع تيار الأفكار هذه، والحصول على بعض السلام منها.
وركز على النصائح التالية لمساعدتك على تحقيق الاستفادة القصوى من الرسم أو التلوين في التخلص من التوتر والقلق:
عِش اللحظة
ابحث عن مكانٍ هادئ خالٍ من عوامل التشتيت، حيث يمكنك قضاء 20 إلى 30 دقيقة في الرسم أو التلوين. يمكن أن تساعد الموسيقى الهادئة في تعزيز هدوء العقل، وقد يساعد أيضاً إيقاف تشغيل التلفزيون وكتم صوت الهاتف.
تذكر ليس هناك شيء اسمه خطأ
وأنت ترسم حاول تجنب الآتي:
وبدلاً من التشكيك في مهاراتك، ركز على الإبداع. وإذا ساعدك فنك على التحكم بالأفكار المُقلِقَة، فقد حقق غرضه.
ومع ذلك، يقدم العديد من المعالجين العلاج بالفن باعتباره جزءاً من نهج مُركَب وليس وسيلة علاج قائمة بذاتها. وقد لا يخفف العلاج بالفن وحده القلق الخطير أو المستمر، لكن يمكن لمُعالِج مُدرَّب مساعدتك في استكشاف خيارات علاج أخرى.