مدار الساعة - تشعرين بحرقة تعتصر بطنك وأنت بالأساس لا تتحملين المزيد من الألم بجانب رضيع يركل بطنك باستمرار؟ وكما نعرف جميعاً، ما يصح في غير الحمل، قد لا يصح مع الحمل، لذلك من المهم معرفة العلاجات المناسبة عندما تصيبك الحموضة أثناء الحمل.
بدايةً، لنتحدث عن أسباب الحموضة أثناء الحمل
الحموضة أو الحرقة التي تصيب معدتك تبدو وكأنها تموج ناري يسير خلف عظام صدرك وينتقل هذا الحريق عبر المريء إلى معدتك.
هذا الشعور بالحرقان قد يستمر لدقائق، أو ربما لساعات. وقد يحدث منفرداً أو يرافقه شعور بالانتفاخ، وربما شعور بوصول الحموضة إلى الفم، وقد يحدث معه تجشأ أو سعال.
ربما قد تكون وجبة العشاء المليئة بالتوابل هي السبب وراء شعور الحموضة وحرقة المعدة هذا، لكنه قد يحدث أيضاً بسبب تغير الهرمونات في هذه الفترة.
إذ يفرز الجسم هرمون البروجسترون أو هرمون الحمل لتغذية الرضيع في الرحم، ويعمل هذا الهرمون أيضاً كمرخٍ للعضلات، لذلك يرخي العضلات المشدودة في الجهاز الهضمي، وتحديداً صمام المريء السفلي، الذي يعتبر باباً يغلق بإحكام على المعدة بعد دخول الأطعمة إليه من المريء.
وعندما تأكل وتشرب السيدة أثناء الحمل، ومع زيادة هذا الهرمون المرخي، يصبح صمام المريء مرتخياً، فيسمح ذلك لحمض المعدة بالارتجاع إلى المريء وحتى الحلق أحياناً بعد كل أكلة، خصوصاً مع ضغط الرضيع على معدتك، وتوسع الرحم كلما كبر الرضيع.
أيضاً تتباطأ عملية الهضم بفعل هرمون البروجسترون، الذي يبقى محتويات المعدة فترة أطول من المعتاد، ما يزيد فرص الإصابة بالحموضة.
وقد أشارت دراسة منشورة ضمن أرشيف المكتبة الأمريكية الوطنية للطب (NCBI) إلى أن 17% إلى 45% من النساء يصبن بالحموضة المعوية خلال الحمل، ويشيع خصوصاً في الثلثين الثاني والثالث من الحمل (أي بعد الشهر الثالث).
الآن، لنطفئ حرقة الحموضة أثناء الحمل
قدم موقع Health Line الذي يقدم محتوى علمياً متعلقاً بالصحة وأسلوب الحياة، وموقع WebMed الطبي، مجموعة حلول أثبتت فاعليتها في علاج الحموضة أثناء الحمل.
- انتبهي لما تأكلينه: حاولي الابتعاد عن الأطعمة والوجبات الثقيلة المليئة بالتوابل والبصل والثوم والطماطم والحمضيات، والأطعمة المقلية والدهنية والحارة، وحتى الكافيين والشوكولاتة والمشروبات الغازية.
- ركزي على الأطعمة الخفيفة: تناولي وجبات خفيفة بدلاً من الوجبات الدسمة، واحرصي على توزيعها على مدار اليوم، ولا تملئي معدتك بها دفعة واحدة.
- لا تأكلي قبل 3 ساعات من الذهاب للفراش: اتركي معدتك تهضم الطعام قبل الذهاب للفراش، وليس خلال النوم، حيث تصبح عملية الهضم أبطأ.
- المضغ الجيد: أعلم أنها نصيحة قديمة جداً لكنها تنفع في كل مرة، المضغ الجيد للأطعمة يسهل عملية هضمها.
- اشربي بعد الوجبات وليس معها: شرب الماء والعصائر مع الطعام سيملأ معدتك، وأيضاً سيجعلها غير مستعدة لحرق الطعام سريعاً.
- ابتعدي عن الملابس الضيقة: علاوةً على أن الملابس الفضفاضة خلال الحمل تجعل من حركتك وجلوسك أسهل، لكنها أيضاً لا تضغط على معدتك الممتلئة.
- ضرورة الابتعاد عن التدخين والكحول: هناك العديد من الأسباب تمنع النساء من التدخين وتناول الكحول خصوصاً خلال فترة الحمل، ومن بينها الحموضة، فأنت لست في حاجة الآن لمزيد من إرخاء لصمام المريء الذي يحافظ على محتويات المعدة في المعدة.
- أبقي جسمك رطباً: حافظي على شرب المياه على مدار اليوم، حتى لا تصابي بالإمساك، خصوصاً أن فرص الإصابة به تزيد خلال الحمل، مع وجود رضيع يتغذى على السوائل من جسدك. منع إصابتك بالإمساك يعني أنكِ ستتمكنين من التخلص من بقايا الطعام أولاً بأول، وتسهلين عملية الهضم حتى نهايتها.
- الأدوية: إذا لم تفِ النصائح السابقة بالغرض، يكون الحل الأخير هو استخدام الأدوية المضادة للحموضة، وهذا يتطلب وصفة طبية.
وعلى كل تقول كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن الأمريكية إن مضادات الحموضة التي تصرف بدون وصفة طبية والتي تحتوي على كربونات الكالسيوم (مثل Tums) آمنة للاستخدام.
لكن عليكِ الحظر من الآثار الجانبية للأدوية المضادة للحموضة، فالأدوية التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم، يمكن أن تزيد من التورم، أما التي تحتوي على الأسبرين، فيمكن أن تكون سامة لطفلك، إذ ارتبط استخدام الأسبرين أثناء الحمل بفقدان الحمل وعيوب القلب ونزيف في الدماغ عند الأطفال، كما أشارت دراسات نقلتها عيادة MayoClinic