مدار الساعة - يعتبر الكلام أثناء النوم ظاهرة فسيولوجية شائعة، عند الأطفال والمراهقين والبالغين، عادةً ما تكون هذه الحالة قصيرة، قد تتراوح شدتها من شخص يصدر بعض الأصوات أثناء النوم قصيرة وغير مفهومة، إلى عبارات كاملة ذات محتوى مفهوم، أو حتى تكرار الخطابات الطويلة التي تبدو معادية أو غاضبة.
الكلام أثناء النوم هو عرض يصيب بعض الأشخاص ضمن ما يعرف باضطرابات النوم، ويكون الحديث في الغالب معقدا ولا يحوي جملة مفيدة، وأحياناً يكون مقتصرا على الهمهمة، والفئات الأكثر عرضة للكلام أثناء النوم هي الأطفال والذكور، وفي بعض الحالات النادرة يكون المشي مصاحبا للكلام أثناء النوم.
كما أنّ اضطراباً كرعب النوم قد يدفع بعض الأطفال إلى التكلّم أو الصّراخ أو الضرب أحياناً، إضافة إلى أسباب أخرى كتناول بعض أنواع الأدوية أو التعرّض لضغوطات عاطفية أو ارتفاع حرارة الجسم بسبب المرض أو المعاناة من اضطرابات في الصحة العقلية أو قلّة النوم أو أن تكون وراثية في العائلة بكل بساطة.
ينبغي الانتباه إلى طفلك ومراقبته طبعاً في حال كان يعاني من مشكلة التكلّم خلال النوم لأنّه في حال لاحظتِ أنّها بدأت تخرج عن السيطرة يجب أن تستشير الطبيب كي تحميه من كلّ أذى.
يقول المختصون أن حديث الأطفال أثناء النوم متعدد الأسباب، فإما يكون تكرارا وتذكر للخبرات والمواقف التى تحدث له أثناء فترة النهار مع أشقائه وأصحابه..ويعد هذا فى الطب النفسى شيئا طبيعيا، وإما تكون على شكل كوابيس مفزعة فيستيقظ الطفل وهو يصرخ ويبكى وقد لا يستطيع الاستيقاظ، وهذه الكوابيس تحدث نتيجة للخبرات والمواقف المؤلمة التى تحدث أثناء النهار أو رؤية الطفل للأفلام المخيفة مثلا.
ولهذا فمن الضرورى التقليل من هذه الخبرات بالمتابعة الجيدة من الأولياء على ما يشاهده الطفل أثناء النهار من برامج وأفلام لا تناسب عمره وخاصة قبل النوم. وفى حالة صراخ الطفل وبكائه أثناء النوم يجب استيقاظه فورا وتهدئته وأخباره أن ما يراه حلما وليس الحقيقة.
ثلاثة أطفال يعكسون ثلاث حالات يواجهها الآباء والأمهات الذين لا ينام أطفالهم بشكل سليم! بعضهم يتكلم أثناء نومه، وهذه الحالة تعرف بـ Somniloquy أي “التكلّم في النوم”، وبعضهم الآخر يمشي أثناء نومه وتُعرف هذه الحالة بـ”السرنمة”Somnabolisme ، أما الحالة الثالثة فهي “طحن الأسنان” bruxism وكلّها حالات يمر بها الأطفال حول العالم، فهل هي حالات خطرة، وتستدعي التدخل الطبي؟
ويؤكّد جميع اختصاصيي علم نفس الطفل والمراهق وأطباء الأطفال أنها حالات طبيعية، ولا تستدعي أي تدخل إلاّ في ما ندر.
المصدر : تقرير من مصادر متعددة