مدار الساعة - نشر العميد المتقاعد من دائرة المخابرات العامة عبدالناصر الشلول (أبو عرار) رثاء على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، وكلمات مؤثرة يرثي بها رفيق الحق والسلاح اللواء المتقاعد محمد الهزايمة (أبو يوسف)، الذي وافته المنية قبل أيام، وأورد فيه:
الباشا محمد الهزايمة، الفارس الذي ترجل. عرفته في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، في البناية الزرقاء الشهيرة ذات المهابة، حينما كانت تحتضن خيرة الفرسان الذين أقسموا على حماية وصون تراب وهوية هذا الوطن، فرسان كانوا مدرسة في الانتماء والتضحية ونكران الذات، مدرسة في الجلد والصبر والتحدي.
كان (أبو يوسف) الضابط الفذ النشيط المليء بالحيوية، فائق الذكاء والفطنة، كان يحمل في جوفه معجما من الأسماء (والسير الذاتية) لأبناء الظلام، صاحب اللهجة القروية البسيطة، كان (أبو يوسف) أحد هؤلاء الفرسان الذين رسموا وأسسوا لهذا البناء والصرح الشامخ المتين، هذا الصرح الذي أسس على الحق في فترة صعبة وحرجة من تاريخ هذا الوطن الأشم، كانوا بقدر المسؤولية والواجب، وسط معطيات معادلة أمنية صعبة.
لقد تعلمنا منهم كل تلك المعاني، مستلهمين معا ما جاءت به الآية القرآنية (وقل جاء الحق) وما زالت راية الحق عالية خفاقة بهمة النشامى والفرسان الذين ما تزال قلوبهم تلهج بما قاله رب العزة (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
(أبو يوسف) كان رقما صعبا في هذه المعادلة، حيث كانت وما تزال تهابه أسماء بارزة كثيرة تعمل في معترك السياسة.
استذكرت كثيرا من مواقفه الرجولية عندما مشيت بجانب نعشه، فالمهابة نفسها، ونفس العنفوان.
آاااااه يا أبا يوسف كم كنت كبيرا وشجاعا و بطلا، وكم كنت مثالا للإخلاص ونكران الذات.
جعل الله ما قدمت لوطنك في ميزان حسناتك، والى جنات الخلد باذن الل