كتب الدكتور منذر الحوارات:
الواضح اننا نتجه بخطى متسارعة نحو موجة أخرى من انتشار الفايروس اللعين بعد أن ثُكلنا في مرّته الأولى بأربعة آلاف متوف ووثلاثمائة ألف اصابة وخسائر اقتصادية هائلة وربما إجتماعية لم تظهر ملامحها للعيان ولم ترصد نتائجها حتى الآن.
لكن لا يبدو أن هذه الموجة بكل نتائجها جعلتنا نغير تفكيرنا وقناعاتنا قيد أُنملة، فلا نحن استثمرنا الفرصة المتاحة للتحصن باللقاح، ولا نحن التزمنا بمعايير السلامة بشكل يقينا الإصابة.
وهذا على صعيد اللقاح، أما على مستوى اللألتزام بمعايير السلامة في اللقاءات الحكومية سواء مع ذاتها او مع مجلس النواب او مع المواطنين، فيكفي ان تنظر إلى نشرة واحدة للأخبار في المساء لتكتشف من خلال الصورة والصوت أن لا أحد يلتزم بأي معيار للسلامة العامة سواء، لبس الكمامة او التباعد، كل هذا غير مطبق.
لا أريد أن أكون متشائماً لكن إذا لم نتنبه مبكراً للمخاطر القادمة فهذا يعني مزيداً من الاصابان والموت والخسائر الاقتصادية بسبب الاغلاقات القادمة لا محال، والشواهد أمامنا في أغنى وأقوى دول العالم فرائحة الموت باتت تزكم الانوف بسبب لحظة من عدم الانتباه، فما بالكم ولدينا اطنان من لحظات اللامبالاة والإهمال.
أما على الصعيد الاجتماعي، فتبدو مرحلة العودة للحياة الطبيعة أمراً ليس في متناول اليد حتى الآن فدون ذلك مرحلة طويلة من الألتزام الصارم بكل ما يضمن منع نقل العدوى، حتى نصل إلى لحظة الاحتفال التي ستكون محملة بغصة آلاف من ألأحبة قضوا بسبب هذا الوباء الآثم.