عبيدات يكتب: التعليم الدامج
بقلم: د. ذوقـان عبيـدات
ما أن شكلت وزارة التربية فريقاً للإشراف على إدارة التعليم الدامج، حتى دار جدل حول المفهوم وحول تنوع اختصاصات اللجنة.
فمن حيث المفهوم، اختلط الأمر حتى على تربويين بين التعليم الدامج Inclusion والتعليم المدمج Blended . وتم التوضيح في أن التعليم الدامج يعني إدماج جميع الطلبة : معاقين أو عاديين في نفس الفرص التعليمية، بينما يعني التعليم المدمج تنويع استراتيجيات التعليم التقني- الإلكتروني والتعليم العادي!
أما تنوع اختصاصات اللجنة بين مشرفين على التعليم العادي وتعليم ذوي الإعاقة ومهندسين وأصحاب تجارب في التعامل مع الإعاقة وخبراء تربويين لأنهم جميعاً معنيّون بالأمر!
وقد شعرت بالحاجة إلى تقديم معلومات عن التعليم الدامج لتوضيح الأمور، وإثارة وعي المجتمع، وكسب الرأي العام لدعم هذا التعليم!
1- التعليم الدامج هو السماح لجميع الطلبة من ذوي الإعاقات بحق التعلم في نفس المدارس التي يتعلم فيها الطلبة العاديون، وفي نفس الصفوف ونفس المنهاج. دون أي تمييز، وهذا يعني فرص تعليم متكافئة تماماً.
ويتطلب الأمر، إحداث تعديلات مادية في ممرات المدرسة وسلالمها بما يسمح لذوي الإعاقة بالحركة الحرة. وتعديلات أخرى فنية في تقديم تعليم متمايز. وسأتحدث عن هذا بعد قليل.
2- يتطلب تنفيذ التعليم الدامج للالتزام بالمبادئ الآتية:
• يخضع التعليم العادي وتعليم ذوي الإعاقة إلى نفس الجهة المشرفة وهي وزارة التربية، ولا شيء غيرها.
• يلتحق الطلبة ذوو الإعاقة بنفس المدرسة العادية . ولا مدارس خاصة لهم.
• تعديل ثقافة المدرسة لتؤمن بالتنوع واختلاف فئات الطلبة.
• تعديل برامج تنمية المعلمين لتشتمل تفريد التعليم والتعليم المتمايز.
• تجميع موارد التعليم، وعدم توزيعها إلى تعليم ذوي الإعاقة و التعليم العادي.
• تدريب أهالي ذوي الإعاقة على مهارات التعامل مع أبنائهم.
ومن المهم أن نعرف أن التعليم حق للجميع دون تمييز. و أن التعليم المتمايز هو تقديم تعليم يناسب كل طالب، علماً بأن الفروق الفردية بين الطلبة العاديين قد تزيد عن الفروق بينهم وبين ذوي الإعاقة.
فالحقوق والتعليم الدامج يحذران من أي تمييز في المنهاج وفي مسار التعليم. ولتسقط فكرة: علموا ذوي الإعاقة ليمارسوا مهناً حياتية بسيطة! إنهم بشر ولهم إبداعاتهم في الفن والفكر والفلسفة والطب والتعليم و غيرها.
أحسنت وزارة التربية صنعاً.
