الساعة- 132 غرفة و35 حمّاماً، تفصيل عابر في لغز البيت الأبيض. مبنى يتراءى شاسعاً، يولّد في النفس شعوراً غامراً باكتشافه. "خفايا البيت الأبيض"، وثائقي مصنوع بمهارة من داخل الأروقة وأسرارها. يبدو مذهلاً تحمّل العيش في شارع بنسلڤانيا 2100.
من الوثائقيات التي تقدّمها "العربية"، فتلتقط النَفَس ولا تتيح الشرود. نظنّ أننا نعرف كلّ شيء عن المبنى الأشهر في العالم، وهذه شائعة مغرضة، فمعظمنا على الأرجح لا يعرف شيئاً! يمسكنا الوثائقي مثل صغار النزهات لاكتشاف الأعماق. إنهم يبنون ملجأ يُفترض أن يصمد إزاء انفجار نووي. وبعد صدمة 11 أيلول، أضيفت بوابة ثالثة للبوابتين المقاومتين للانفجار. نبالغ بإكثار السرد، فالنيّة مشاركتكم مشوار الخفايا. يروي العمل حكايات عن سلالم مخفية، ممرات تحت الأرض، ونفق بين الملجأ ومبنى الخزينة. تلتقط أجهزة الاستشعار الحرارة والحركة، فيما 300 عميل سرّي في وحدة الحماية يعملون لأمن الرئيس. الأمن مهم جداً، ويُقال إنّه يتم بناء منشآت بالغة السرّية ومخفية عن الأنظار. يُختزل الواقع بجملة: "معظم ما يجري في الداخل من أحداث مخفي على الجمهور".
مثل القصّ الروائي، يجرف العمل المُشاهد إليه، كاشفاً ما أمكن من أوراق. "البيت الأبيض لا يترك أيّ شيء للمصادفة"، يقول صوتٌ يمتدّ عميقاً. نحن في المكتب البيضاوي، رمز الرئيس والسُلطة، والمكان الذي اتخذ فيه الرؤساء قرارات المصير خلال مئة عام. يصيبنا، مثل كثيرين، جهل التفاصيل، والآن نكتشف. كلّ اكتشاف دهشة، وخفايا البيت الأبيض مدهشة. يجهل معظم الناس أنّ ثمة باباً مخفياً أسفل مكتب الرئيس يؤدي إلى مركز قيادة الاستخبارات المعروف بـ"القوة الحصانية"، يقع في قبو الجناح الغربي، وأنّ مقعد الرئيس أعلى من المقاعد الأخرى في قاعة مجلس الوزراء، وهو وأفراد الأسرة يسدّدون ثمن الوجبات المُسجّلة في فاتورة. لليموزين المدرّعة قصة أخرى، اسمها الوحش والمعلومات حولها سرّية. كان الله بعون ترامب المنتقل من الفخامة إلى هذا البيت "المتواضع"!(وكالات)