مدار الساعة - استمراراً لاستيلاء إسرائيل على العقارات وبعض المقدسات الفلسطينية، أعلنت جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية المتطرفة اعتزامها تحويل قصر المفتي الفلسطيني الأشهر الحاج أمين الحسيني إلى كنيس يهودي.
حيث قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، إن قصر الحسيني، الذي تبلغ مساحته 500 متر مربع، سيكون جزءاً من الحي اليهودي المستقبلي في القدس الشرقية الذي سيتكون من 56 وحدة استيطانية، وذلك ضمن مخطط مضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية.
يقف القصر حالياً مهجوراً وسط مجمع يتكون من 28 شقة مكتملة إلى حد كبير، والتي تحتاج هي نفسها إلى تصريح الإشغال tofes arba. ويرجع السبب في عدم اكتمال الحي الجديد، ولا تسويقه في العشر سنوات منذ بدء الهدم والبناء، إلى أن المطورين تقدموا بطلب لإعادة تخطيط الموقع الذي تبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع، حسب الصحيفة الإسرائيلية.
أما في عام 1985، فقد بيع القصر إلى شركة C and M Properties Ltd، التي يملكها إرفينغ موسكويتز المتبرع من مجموعات المستعمرين الإسرائيليين اليمينية العازمة على إسكان اليهود في الجانب الشرقي من المدينة الموحدة الآن.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الأول عام 2007 قُدم طلب للسماح لإحدى الشركات الإسرائيلية ببناء مجمعين سكنيين جديدين، يضمان 28 شقة مبنية فوق موقف للسيارات تحت الأرض. بينما هُدم ملحق فندق Shepherd Hotel المهجور المكون من أربعة طوابق المضاف فوق قصر المفتي الحاج الحسيني في يناير/كانون الثاني 2011، لإفساح المجال أمام الإسكان المستقبلي.
فيما لا يزال من غير الواضح متى ستجري الموافقة النهائية على تحويل القصر التاريخي الذي بناه الحاج الحسيني أعلى التل قبل 88 عاماً في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية المحتلة إلى كنيس، طبقاً لما أوردته الصحفية الإسرائيلية، كما قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية.
مراقبون فلسطينيون اعتبروا أنه في حال نجحت إسرائيل في بناء مستوطنة مكان الفندق التاريخي ووضعت يدها بالكامل على قصر الحاج الحسيني، والشروع ببناء وحدات استيطانية عليها، فإن وجه القدس حتماً سيتأثر بالتغيير الجديد، وسيكون خطوة متقدمة نحو تهويد الحي.
إذ تأسست تلك الحركة المتطرفة عام 1978، إثر سلسلة من المناقشات والدراسات حول "هيكل سليمان".
ففي دراسة أعدها رئيس لجنة الحريات بلجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال خطيب، وثق قيام إسرائيل بتحويل 15 مسجداً إلى معابد لليهود،
و40 مسجداً هدمت أو أُغلقت أو باتت مهملة، إضافة إلى 17 مسجداً حُولت إلى حظائر للأغنام والأبقار أو مطاعم وخمارات ومتاحف ومخازن.
الخطيب قال في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول إن العقارات الفلسطينية، بما فيها المساجد، أصبحت مستباحة لدى المؤسسة الإسرائيلية.
رغم المحاولات المتكررة لاستعادة مساجد أو وقف التعدي عليها أو حتى ترميمها، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم توافق.
وُلد في مدينة القدس عام 1895، وتلقى تعليمه الأساسي فيها، وانتقل بعدها لمصر ليدرس في دار الدعوة والإرشاد. أدى فريضة الحج في السادسة عشرة من عمره فأطلق عليه لقب الحاج الذي لازمه طوال حياته.
التحق بالكلية الحربية بمدينة إسطنبول، ليلتحق بعدها بالجيش العثماني، والتحق بعد ذلك بصفوف الثورة العربية الكبرى.
عقب صدور وعد بلفور عام 1917 قرر الحسيني العودة إلى القدس، وبدأ الكفاح ضد الوجود اليهودي والبريطاني هناك، فأنشأ عام 1918 أول منظمة سياسية في تاريخ فلسطين الحديث وهي "النادي العربي" الذي عمل على تنظيم مظاهرات في القدس عامي 1918 و1919، وعقد في تلك الفترة المؤتمر العربي الفلسطيني الأول هناك.
تولى منصب المفتي العام للقدس بعد وفاة أخيه كامل، وأنشأ المجلس الإسلامي الأعلى في 1921، وبعد فشل ثورة القسام عام 1936 أنشأ اللجنة العربية العليا، التي ضمت تيارات سياسية مختلفة.
ظل يلعب دوراً مهماً في الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة في سنواته الأولى أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات.
المندوب السامي البريطاني أصدر قراراً بإقالة المفتي من منصبه والقبض عليه، إلا أن الحسيني نجح في الهروب إلى لبنان، حيث اعتقلته السلطات الفرنسية، وبعدها استطاع الهروب من لبنان إلى العراق، ثم تركيا، ثم ألمانيا، حيث مكث فيها قرابة 4 سنوات.
فُرضت عليه الإقامة الجبرية في مصر بعد النكبة الكبرى عام 1948، حيث أوعزت الحكومة البريطانية إلى الملك فاروق لإعطاء أوامره بفرض الإقامة الجبرية عليه في منزله بعد النكبة؛ فهاجر إلى سوريا ومنها إلى لبنان، حيث مكث فيها حتى وفاته عام 1974. وُشيع بجنازة رسمية حضرها ياسر عرفات، ودُفن في مقبرة الشهداء.