مدار الساعة - افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الثلاثاء، المركز الدولي لضوء السنكروترون للعلوم التجريبية وتطبيقاتها في الشرق الأوسط، والمعروف اختصارا باسم "سيسامي"، ليكون أول مركز أبحاث عالمي من نوعه في المنطقة.
ومن شأن مركز سيسامي، وهو مسارع ضوئي من الجيل الثالث ويقع في منطقة علان بمحافظة البلقاء، أن يساهم في دفع عجلة التقدم والنهوض بالأبحاث العلمية في مجالات الطب والصيدلة والفيزياء والكيمياء والأحياء وعلوم المواد وغيرها.
وجال جلالته في مرافق المركز واستمع إلى شرح من القائمين عليه حول التكنولوجيا المستخدمة ومراحل البناء وعملية التشغيل.
وجمع مركز سيسامي خلال مرحلة تطوير المشروع العلمي علماء من عدد من الدول الأعضاء في المركز وهي قبرص ومصر وإيران وإسرائيل والأردن وباكستان وفلسطين وتركيا، بالإضافة إلى عدد من الدول المراقبة، ليعملوا على بناء أول مختبر أبحاث عالمي للشرق الأوسط.
وألقى البروفيسور السير كريستوفر ليولين سميث، رئيس مجلس إدارة المركز، خلال حفل الافتتاح، الذي حضرته سمو الأميرة سمية بنت الحسن ورئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، كلمة أعرب فيها عن بالغ الشكر للأردن وكل الدول والمؤسسات التي قدمت الدعم المالي المطلوب لإنشاء المركز.
وأشار البروفيسور سميث إلى أنه من المتوقع أن يجذب المركز أعدادا كبيرة من العلماء في المنطقة، لافتا إلى أن المركز تلقى حتى الآن 55 مشروع بحث علمي لاستخدام المسارعات النووية.
وأكد أن المركز سيكون فيه أول مسارع في العالم سيستمد طاقته من الطاقة الشمسية.
بدوره أشار الدكتور خالد طوقان، مدير عام المركز رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، في كلمته إلى التحديات السياسية، والتقنية، والمالية التي واجهها فريق العمل على المشروع، مؤكداً أن الإنجاز المتميز تم بفضل الداعمين في الأردن وحول العالم.
وأضاف طوقان أنه مع استكمال المشروع، يبدأ الآن تحدي بناء مجتمع من الباحثين و المستخدمين، بالإضافة إلى إنشاء مرافق مساندة، كمبانٍ للإدارة وسكن الباحثين الضيوف، وقبل كل ذلك، تأمين الدعم المالي اللازم.
كما عبر طوقان عن شكره العميق لجلالة الملك وللديوان الملكي الهاشمي والحكومة على دعمهم المتواصل للمشروع، كما شكر الدول الأعضاء في المشروع والدول المراقبة، بالإضافة إلى جميع المنظمات الدولية والإقليمية التي قدمت الدعم للمشروع.
وتضمن حفل الافتتاح، عرض فيلم قصير عن مركز "سيسامي"، يبين آلية تحويل الطاقة إلى ضوء السنكروترون من خلال تسريع الالكترونات إلى سرعة تقترب من سرعة الضوء، وعن المجالات العلمية والتطبيقات التي تستخدم فيه.
كما يوضح الفيلم أهمية المركز كمنشأة علمية لتبادل الأبحاث بين العلماء في عدد من المجالات وفي تعزيز العلوم في المنطقة.
ويشار إلى أنه تم اختيار الأردن لاستضافة مركز سيسامي من بين خمس دول تقدمت لذلك.
وبدأ بناء المركز في عام 2003 بعد توقيع اتفاقية الانضمام للمركز مع بقية الدول الأعضاء بالمركز تحت مظلة اليونسكو.
ويضم مركز سيسامي ثلاثة مسارعات نووية يتم فيها تسريع إلكترونات إلى طاقة 2.5 بليون الكترون فولت، حيت ينتج عنها ضوء شديد الكثافة هو ضوء السنكروترون.
وتم بناء مركز سيسامي بتكلفة تتجاوز 100 مليون دولار، حيث قدمت الدول الأعضاء في المركز الجزء الأكبر منها، إضافة إلى الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا.
وكان الأردن خصص قطعة أرض لإقامة المركز عليها، كما تكفل أيضا بتشييد المبنى، إلى جانب تقديم مساهمات مالية لبناء المسارعات تجاوزت الـ 10ملايين دولار.
يشار إلى أن ألمانيا تبرعت بأجزاء مركز مشابه تم تفكيكه عام 1999، استخدم جزءا منها يمثل حوالي 40% في بناء مسارعات مركز سيسامي.
وحضر حفل الافتتاح رئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من الوزراء، وأعيان ونواب محافظة البلقاء، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومدير عام المركز الأوروبي للأبحاث النووية، ومفوض العلوم والأبحاث في الاتحاد الأوروبي، وعدد من المسؤولين من الدول الأعضاء بالمركز، والسفراء المعتمدين لدى المملكة، ومحافظ البلقاء، ورؤساء ومدراء المراكز المشابهة لمركز سيسامي في العالم.