مدار الساعة - رفع المدعي العام لولاية تكساس الأمريكية، كين باكستون، دعوى قضائية لمنع تحرك الرئيس جو بايدن لإيقاف بعض عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين مؤقتاً لمدة 100 يوم، في خطوة أثارت ردود فعل سلبية من بعض الجمهوريين.
انتقاد لقرار بايدن
جاء ذلك بحسب بيان صدر الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، عن باكستون، أوضح فيه أنه رفع الدعوى المذكورة أمام إحدى المحاكم الفيدرالية في البلاد.
باكستون اعتبر أن الأمر التنفيذي الذي وقعه بايدن مع تسلمه منصبه رسمياً، الأربعاء الماضي، "يعد انتهاكاً لقانون الهجرة الأمريكية"، على حد تعبيره.
أضاف باكستون قائلاً: "إدارة بايدن وجهت وزارة الأمن الداخلي لانتهاك قانون الهجرة الفيدرالي، وخرق اتفاق التشاور والتعاون مع تكساس حول ذلك القانون".
كذلك أشار المدعي العام إلى أن تكساس تعتبر أكثر ولاية أمريكية لها حدود مشتركة مع المكسيك، وأنه في حال عدم التطبيق المنتظم للقانون ذي الصلة ضد المهاجرين غير الشرعيين، فإن هذا سيعرض المواطنين وقوات إنفاذ القانون للخطر.
كان بايدن قد وقَّع الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، عدداً من الأوامر التنفيذية، التي تلغي قرارات سابقة كان قد اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب، خلال ولايته.
من بين أبرز القرارات التي وقعها بايدن إلى جانب تعليق ترحيل المهاجرين، العودة إلى اتفاق باريس للمناخ، وإنهاء حظر السفر على بعض الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة.
كذلك وفي تناقض حاد مع سياسات الرئيس الجمهوري السابق ترامب، وبعد ساعات من أدائه اليمين رئيساً جديداً للولايات المتحدة، أعلن جو بايدن مشروع قانون للهجرة، من شأنه أن يتيح لملايين المهاجرين بشكل غير قانوني، الحصول على الجنسية الأمريكية.
قرار بايدن حول المهاجرين اتخذه بعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة – رويترزقضية المهاجرين بأمريكا
وأظهرت إدارة بايدن بعض المؤشرات قبل تولي الأخير منصب الرئاسة إلى اتباع سياسة أقل تشدداً حيال المهاجرين بالبلاد، وذكرت صحيفة The Independent البريطانية، نقلاً عن تقارير إعلامية أمريكية، أن إدارة بايدن تعتزم التوقف عن تسمية المهاجرين إلى أمريكا بـ"الأجانب غير الشرعيين" (aliens)، وذلك ضمن مشروع قانون شامل للهجرة اقترحته إدارة بايدن في أول يومين له في المنصب.
الصحيفة البريطانية قالت إن مصطلح "أجنبي غير شرعي/قانوني" لطالما استُخدم في قوانين الهجرة الأمريكية، على الرغم من إدانة نشطاء وحقوقيين له باعتباره إهانة، وزاد على ذلك أن أصبحت تلك اللغة أكثر شيوعاً في ظل إدارة ترامب.
غير أنه وفي خطوة نحو ترسيخ التعريف بأمريكا على أنها "أمة من المهاجرين" وتوحيد البلاد، اقترح بايدن التخلي عن هذا المصطلح في القوانين والاستعاضة عنه بمصطلح "من غير المواطنين" في مشروع القانون، حسبما ذكرت شبكة CNN الأمريكية.
وتأييداً للقرار، وصفه خوسيه أنطونيو فارغاس، مؤسس منظمة Define American، وهي منظمة معنية بمزيد من أنسنة النقاشات حول المهاجرين وقد دعا مؤسسها من أجل صياغات وتصوير أكثر دقة للمهاجرين في المجال العام، بأنه تغيير جوهري في الاتجاه الصحيح.
في هذا السياق أيضاً، يسعى اقتراح بايدن الطموح، والذي كشف النقاب عنه مع توليه رسمياً السلطة، إلى منح وضع قانوني ومسار رسمي للحصول على الجنسية لأي شخص وصل إلى الولايات المتحدة قبل الأول من يناير/كانون الثاني 2021.
يُذكر أنه خلال فترة ترشحه، كان بايدن يصف إجراءات ترامب المتعلقة بالهجرة بأنها "هجوم عنيف" على القيم الأمريكية، وقال إنه "سيبطل هذا الضرر" دون التقصير في حماية الحدود.