اليوم يبدأ عهد أميركي جديد يتزعمه الرئيس جو بايدن، رئيس يريد إصلاح ما دمره سلفه دونالد ترمب الذي كسر كل قواعد السلوك وبروتوكولات الرؤساء الأميركيين، ليس فقط بإدارة ظهره لخلفه المنتخب رسميا والخروج من البيت الأبيض على صوت المدافع لأول مرة كبدعة أرضت غروره، بل بضرب صورة الديمقراطية الأميركية التي هي المثال الأعلى الذي تقدمه أميركا كوجه جميل، رغم عدم اكتراثها بصورة الدول العالمية التي تسمح بالقفز على القيادة بأي طريقة تخدم مصالحها خارجيا.
دونالد ترمب غادر غير مأسوف على رحيله، فظهر كما حال رؤساء العالم المتخلف بعد الانقلاب عليهم، غاضبين ناقمين معرقلين حتى آخر فرصة لهم، وجاء بعده الرئيس جو بايدن، يتكلم بالحكمة الأولية ويعلن انتهاء الأحكام العرفية السياسية التي أعلنها ترمب ضد العديد من الجنسيات الأخرى خصوصا العرب والمسلمين واللاتينيين، وحتى يغير الانطباع الحقير الذي سببه ترمب عن القيادة الأميركية في عيون العالم، قرر إلغاء العديد من القرارات التي عاقب سلفه ملايين البشر من غير أصحاب البشرة الحمراء بدعوى أنهم أكثر انحطاطا منه.
وعلى عكس ترمب، قام بايدن بترشيح عدد من القيادات في البيت الأبيض من غير الصهاينة، ففضلا عن نائبته كامالا هاريس ذات الأصول الهندوسية، عين مسلمين وعربا وأكثر منهم يهودا.
العهد الأميركي الجديد يبدو أنه جاء ليفتح عصرا جديدا يبشر به دول العالم في أهمية العودة الى القواعد الأخلاقية في الالتزام بأحقية الجميع في خدمتهم لبلادهم بعيدا عن الأفكار السياسية التي يحملونها، أو لون بشرتهم أو معتقداتهم أو رؤاهم عما يعتقدون أنها ستخدم مستقبل بلادهم، وعن اختلافهم فيما يرى الرئيس وما يراه المرؤوسون، عصر يمكن أن يبدأ من هذا العام لإسقاط المصلحة الخاصة والخطاب الواحد والديماغوجية المتخلفة التي تلغي الآخر وتحرم الشعوب من تقرير مصيرها.
عندما تجتمع شخصيات من أعراق وأديان وبلاد مختلفة في قصر العالم الأقوى بواشنطن، سنعلم كم أضعنا كعرب من تاريخ عظيم للمالك عربية ضمت في إداراتها العديد من الشخصيات التي تنوعت أديانها وأعراقها بينهم يهود ومسيحيون وغير عرب، منذ عهد العباسيين حتى آخر لممالك بني أمية في الأندلس، السياسة تشبه الموسيقى فالمايسترو يحتاج الى أكثر من طبل يُقرع، فكل آلة لها دور لتخرج علينا قطعة تشنف الآذان، بعيدا عن أزيز الرصاص.
Royal430@hotmail.com
الرأي