مدار الساعة - حذر تقرير المخاطر العالمية 2021، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي من ضغوط مالية ورقمية فرضتها جائحة كوفيد-19 على العالم.
وقال التقرير الصادر اليوم: تهدد هذه الضغوط بغياب العديد من الشركات والقوى العاملة فيها طويلاً عن الأسواق المستقبلية.
وأضاف: "الفوارق المحتملة قد تتسبب في انقسام المجتمعات داخل الدول، فإن الأوضاع الجيوسياسية التي لا تنفك تزداد توتراً وهشاشةً ستعوق الانتعاش العالمي إذا ما لم تتمكن القوى متوسطة الحجم من المشاركة في الاقتصاد العالمي".
وتابع: "فيما يتعلق بالوصول إلى التكنولوجيا والمهارات الرقمية، فإن الفجوة بين (من يمتلك) و(من لا يتملك) قد تتسع وتشكّل تحدياً للتماسك الاجتماعي الأمر الذي سيؤثر بشكل خاص على جيل الشباب في مختلف أنحاء العالم، حيث تواجه هذه المجموعة ثاني أزمة عالمية خلال جيل واحد، ما قد يؤدي إلى خسارتها للفرص بشكل كامل في العقد المقبل".
ولأول مرة، صنف التقرير المخاطر بحسب الفترة الزمنية الذي يتوقع المستجيبون أنها ستشكل تهديداً خطيراً للعالم.
وأوضح: "الأخطار قصيرة الأمد من بينها الأمراض المعدية وأزمات التوظيف وعدم المساواة الرقمية وخيبة أمل الشباب",
أما على المدى المتوسط (3-5 سنوات)، العالم سيتعرض لتهديد المخاطر الاقتصادية والتكنولوجية، والتي قد تتطلب عدة سنوات حتى تتبلور - مثل انفجار فقاعة الأصول، وانهيار البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وعدم استقرار الأسعار وأزمات الديون.
وفيما يخصّ المخاوف طويلة الأمد، فتتمثل في التهديدات الوجودية كأسلحة الدمار الشامل وانهيار الدول وفقدان التنوع البيولوجي والتقدم التكنولوجي المعاكس هي المهيمنة.
وعلّقت سعدية زهيدي، المديرة العامة للمنتدى الاقتصادي العالمي على نتائج تقرير هذا العام قائلة: "في عام 2020، تحقق خطر وقوع جائحة عالمية، وهو أمر سلط هذا التقرير الضوء عليه منذ عام 2006. نعي مدى صعوبة معالجة الحكومات والشركات وأصحاب المصلحة لمثل هذه المخاطر طويلة الأمد"
وتابعت" مع بدء الحكومات والشركات والمجتمعات التعافي من الجائحة، يتوجب عليها الآن وبشكل عاجل تشكيل أنظمة اقتصادية واجتماعية جديدة تعمل على تحسين مرونتنا الجماعية وقدرتنا على الاستجابة للصدمات في الوقت الذي تحدّ فيه من عدم المساواة وتحسّن الصحة وتحمي الكوكب."
من جانبه قال بيتر جيجر كبير مسؤولي قسم المخاطر لدى مجموعة زيورخ للتأمين: "يعد تسريع التحول الرقمي بمزايا عديدة، كإنشاء حوالي 100 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025. ولكن في الوقت ذاته، قد يستغني العالم عن حوالي 85 مليون وظيفة بسبب الرقمنة، وبما أن 60٪ من البالغين لا يزالون يفتقرون إلى التقنيات الرقمية الأساسية، فإن الخطر يكمن في تعميق التفاوتات الحالية"
أما كارولينا كلينت، مسؤول إدارة المخاطر في أوروبا، لدى شركة مارش، فقالت: "ستؤثر التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كوفيد -19 بشكل عميق على الطريقة التي تتفاعل بها المؤسسات مع العملاء والموظفين، لفترة طويلة بعد طرح اللقاح في الأسواق"
وفالت، مع بدء الشركات بتغيير مكاتبها وأماكن عملها، بدأت نقاط ضعف جديدة بالظهور. فالتحول الرقمي السريع زاد بشكل كبير من استخدام الإنترنت والتعرض للخطر السيبراني، والاضطراب في سلاسل التوريد أدى إلى تغيير نماذج الأعمال بشكل جذري، وقد صاحب ارتفاع فرص الإصابة بمشاكل صحية خطيرة تحول الموظفين إلى العمل عن بُعد."
وأعلن منتدى دافوس الاقتصادي مشاركة قادة دول بارزين في مؤتمره السنوي الذي سينعقد هذا العام افتراضيا بسبب جائحة كورونا.
وحسبما أعلن المنتدى، فإن "أسبوع أجندة دافوس" الافتراضي الذي سينعقد في الفترة بين 25 إلى 29 كانون ثان/يناير الجاري، سيشارك فيه كل من المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و الرئيس الصيني تشي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالإضافة إلى العديد من ممثلي المنظمات الدولية مثل الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش.
ووفقا لمؤسسة دافوس، فإنه سيشارك أكثر من 1500 من قادة الاقتصاد والحكومات والمجتمع المدني من أكثر من 70 دولة.