أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المعايطة يكتب: من لا يدرك قيمة ثقافة الشاب الإردني لا يتوقع مستقبلاً مليئا بالنور

مدار الساعة,مقالات,كورونا,وزارة الثقافة,وزارة الشباب,سيادة القانون
مدار الساعة ـ
حجم الخط

الكاتب:راشد علي المعايطة

الكل مستبشر بان كورونا طورت من ثقافتنا وجعلت الكثير من شبابنا تحديد ما يريد عمله في حياته والعمل عليه ، وعندما أقول الكل فأنا أعني التعميم. أعمم وقتما أتحدث عن الأسوياء، ولا تعنيني الأصوات المتشددة، التي تحاول أن تعبث من خلال التشكيك بالأولويات.

شخصياً، أعتقد أن الثقافة - بكل ما تحوي من تصنيفات وتقاطعات وتخصصات - هي العنصر الرئيس في أنسنة الأفراد والمدن والمجتمعات، وبوجودها يمكن اختصار الزمن والعمل والتغيير، وبها ومعها نصنع الأرضية الصلبة التي يمكن عليها البناء الثقيل.

أول ما يجب أن تتنبه له الوزارة المعنية هو «تعريف المثقف»، وتحديد المسارات الثقافية، حتى لا تصبح (كما الصحافة والإعلام) جداراً قصيراً، يقفز عبره الكثيرون، ليصلوا لأراضٍ أخرى باسمه.. وهذه الخطوة كفيلة بتسهيل أعمال الوزارة، بعدما نمّط المثقف والثقافة بأشكال أريد لها أن تخدم مشروعات محددة، وبسياقات ضيقة، ضيقة جداً.

في الوقت نفسه، يجب أن يدرك الشباب المثقفون والعاملون في المجال الثقافي أن الصور الثقافية الكلاسيكية القديمة ليست المستهدفة، أو لكي أكون محدداً؛ ليست الأولى في قوائم الاهتمام، وإنما العمل على تأسيس فضاء ثقافي عصري، قادر على استيعاب الماضي وفق ما يتناسب مع المرحلة، وحديث بحسب شروط التغيير والاحتياج، وخلق صناعة ثقافية جادة، قادرة على توفير المناخ الثقافي الصحي، وحفظ الأفكار والحقوق، وبناء مشروعات استثمارية ناضجة، والعديد من الوظائف والمعاهد والأكاديميات.

المرحلة تتطلب تكاتف الجهود بين كل فئات المجتمع الاردني بما فيها الشباب ، لإرساء قواعد السلام الداخلي والنفسي عند الشباب والسير نحو الاستقرار الناجح، يتخوف الشباب الاردني من أن انخفاض مستوى تمكينهم يؤثر على قدرتهم على المشاركة في الحياة العامة، ويتسبب في تأخر مستوى تطور المؤسسات السياسية وهشاشة مؤسسات صنع وإنفاذ سيادة القانون، وبالتالي غياب عنصر اساسي في صنع السياسة واتخاذ القرار.

لو كان لي أن أوجه رسالة واحدة لنخبنا السياسية، لوددت أن أوجه لهم دعوة لزيارة التاريخ، خصوصًا تاريخ الأمم والشعوب التي واجهت الموت والحرب والتشرذم، ستجدون أن عجلة الحرب لم يتمكن من إيقاف دواليبها سوى الشباب، وكم يخجلني أن أجد جيلي والجيل الذي يليهْ وربما الجيل الذي يليه أيضًا ينزلق في المقابر قاطعًا صلته بالحياة، بينما في مقدوره لو وجد فرصته وزمانه أن يعيد تعريف الموت الشائع حولنا ليجعل منه فرصة جديدة للحياة،ثقافة شبابنا في تطور ملحوظ الى الافضل،لذلك كما اتمنى زيادة التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة الشباب وان يكون هناك اعمال على ارض الواقع تتيح لهم الفرصة ولو لمرة واحدة .

مدار الساعة ـ