مدار الساعة - أيمن فضيلات - على بوابة قسم الأمراض الصدرية في مديرية صحة محافظة المفرق شمال الأردن، استقبلت الكوادر الطبية اللاجئ السبعيني أحمد شحادة العيد الذي لم يتمكن من النزول من الحافلة لكبر سنه، فقام أحد الممرضين بفحصه في الحافلة، وتقديم لقاح فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) له دون تكبيده عناء النزول للعيادات الطبية.
ولم تفرّق السلطات الأردنية بين المواطنين واللاجئين في تقديم اللقاح لمحتاجيه، وباشرت تطعيم اللاجئين السوريين والعراقيين وغيرهم منذ الخميس الماضي.
يقول العيد (75 عاما) للجزيرة نت "كنا ننتظر اللقاح على أحر من الجمر، فكورونا مرض خطير"، داعيا كافة اللاجئين إلى "أخذ المطعوم حماية لأرواحهم".
وضمّت حافلات المفوضية 25 لاجئا ليوم أمس الاثنين قدموا للتطعيم، بينهم أيضا سليم فهد حسين (86 عاما) الذي تردد عدة مرات في التقديم لأخذ اللقاح.
يقول حسين للجزيرة نت "كنت خائفا من أخذ اللقاح، إلّا أن عائلتي أقنعوني بضرورته، فجئت للمركز الصحي وحصلت على التطعيم بكل يسر وسهولة وبشكل مجاني".
من جهتها، تقدّم الممرضة سناء المشاقبة تعريفا باللقاح قبل تقديمه، ثم تقيس درجة حرارة الشخص، وفي حال ارتفاعها فإنه يُحال إلى الفحص الطبي، وتتبع ذلك جملة من الإرشادات الطبية بعد تلقيه اللقاح.
خطة صحية...
وتستمر حملة التطعيم للأردنيين واللاجئين وطالبي اللجوء ضمن خطة أعدتها السلطات الصحية، تهدف في مرحلتها الأولى إلى تقديم اللقاح لنحو 20% من سكان الأردن، وقد اشترت لهذا الغرض 3 ملايين جرعة من اللقاح الصيني "سينوفارم" ولقاح "فايزر-بيونتيك".
وبحسب المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأردن محمد الحواري، فإن عملية إعطاء اللقاح للاجئين تتم عبر التسجيل على المنصة الإلكترونية المخصصة لذلك، ثم يتم ترتيبهم بحسب الأولوية، بحيث تكون الأولوية للاجئين المتطوعين للعمل في القطاع الصحي، ثم كبار السن والمرضى.
ويعتبر الأردن -وفق الحواري- من أوائل الدول على مستوى العالم التي بدأت تقديم اللقاح للاجئين المقيمين على أراضيه.
ويبلغ تعداد سكان الأردن 10.8 ملايين نسمة، وهو يحتضن أكثر من 760 ألف لاجئ من 57 جنسية عربية وأجنبية بحسب الحواري، منهم 671 ألف لاجئ سوري و67 ألف عراقي، ويمنيون وسودانيون وصوماليون، إضافة إلى نحو 140 ألف لاجئ فلسطيني من أبناء قطاع غزة، يتمتعون بجوازات سفر أردنية مؤقتة، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
يوم تاريخي...
ويقول الحواري للجزيرة نت إن عملية تقديم اللقاح للاجئين المقيمين في الأردن تتم في المراكز الصحية القريبة من أماكن سكناهم، وذلك لمن يسكنون في المدن وخارج المخيمات، ونسبتهم 80% من اللاجئين.
أما اللاجئون المقيمون في المخيمات فيتم نقلهم على دفعات إلى المراكز الصحية في مدينة المفرق، للحصول على التلقيح، إلى حين تشغيل المركز الصحي في المخيم، وتقديم اللقاح هناك.
وأضاف أنه يسجل للأردن هذا الإنجاز التاريخي المتمثل في تقديم اللقاح للأردنيين واللاجئين بشكل مجاني، على الرغم من الضائقة التي يعاني منها جراء جائحة كورونا، إضافة إلى أن الحكومة الأردنية شملت اللاجئين بخطة علاجها للتصدي للجائحة، وقدّمت لهم الرعاية الصحية والعلاج الطبي طوال الفترة الماضية.
آلاف تلقيح يومياً...
وبحسب مدير صحة المفرق هاني أبو عليم، فإن الأولوية في الحصول على التلقيح هي للفئات الأكثر عرضة لخطر الفيروس، خاصة كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة والكوادر الطبية والصحية.
وقال أبو عليم للجزيرة نت إن التلقيح يقدَّم للأردنيين ولكل شخص يعيش داخل المملكة من اللاجئين السوريين وطالبي اللجوء بشكل مجاني، ويتم ذلك في المراكز الصحية في مدينة المفرق، سواء للاجئين القادمين من المخيمات أو المقيمين في المدينة، وحملة التطعيم مستمرة وتسير بيسر وسهولة ووفق ترتيب المسجلين على المنصة الإلكترونية.
ويتلقى التطعيم نحو 5 آلاف مستحق يوميا، بينما سجل على منصة اللقاح ما يزيد على 200 ألف راغب بالتطعيم، علما بأن الوضع الوبائي في الأردن يشهد تحسنا، حيث تتراجع أعداد الإصابات والوفيات.
المصدر : الجزيرة