مدار الساعة - لم يستبعد دونالد ترامب احتمال ترشحه للرئاسة عام 2024، لكن فرصته قد تكون تلاشت بعد أحداث اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس، وتعرُّضه لإجراءات عزله للمرة الثانية، فمن هم خلفاء ترامب المحتملون داخل الحزب الجمهوري؟
فمنذ ظهور ترامب على الساحة السياسية وفوزه بدعم الحزب الجمهوري وترشحه وفوزه بالرئاسة، أصبحت الترامبية تمثل الجناح المهيمن على الحزب، لكن اقتحام أنصار ترامب العنيف والدموي لمبنى الكونغرس يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني وما تلاه من أحداث غيّر كل شيء لحاضر ترامب ومستقبله، وكذلك بالنسبة لمستقبل الحزب الجمهوري.
ورغم أن ترامب قد أثار إمكانية الترشح للرئاسة مرة أخرى في 2024 ليعود إلى عالم السياسات الرئاسية بحملة انتقامية، تستهدف تصحيح ما يَزعُم -دون أساس- أنها مؤامرة ضخمة لتزوير الأصوات، كلفته انتخابات 2020، فربما لا يُسمَح لترامب بالترشح مرة أخرى على أيه حال، إذ وافق مجلس النواب على مساءلته للمرة الثانية بتهمة التحريض على التمرد، وإذا أدين في مجلس الشيوخ فقد يُمنَع الرئيس من السعي لتولي منصب عام مرة أخرى.
إذ يتنافس الكثير من كبار شخصيات الحزب الجمهوري على أن يصبحوا وجه الحزب الجديد بعد ترامب، بعضهم من خلال مناشدة قاعدة ترامب الجماهيرية، والبعض الآخر بمحاولة إبعاد أنفسهم لأكبر مسافة ممكنة عن الرئيس.
وبالنظر إلى مكانه الجديد في معرض الأشخاص الذين يُحمِّلهم ترامب المسؤولية عن خسارته، فقد يعني ذلك أنَّ بنس لديه فرصة ضئيلة أو معدومة للفوز بقاعدة الرئيس الجماهيرية؛ ما يجعل جولة 2024 أكثر صعوبة لنائب الرئيس المنتهية ولايته.
كان جميع الأعضاء الجمهوريين في مجلس النواب تقريباً، الذين فازوا على المنافسين الديمقراطيين في الانتخابات الأخيرة، إما من النساء أو أصحاب البشرة الملونة، وهي حقيقة قد تقنع الجمهوريين بأنَّ مرشحهم القادم يجب أن يأتي من إحدى تلك التركيبتين السكانيتين.
وبطبيعة الحال، يُرجَّح أن يواجه هوغان معارضة شرسة من قاعدة ترامب، لكن معارضته الشديدة لقواعد اللعبة الخاصة بترامب قد تسمح له باستعادة المحافظين المعتدلين الذين صوتوا للديمقراطيين في عام 2020 بسبب معارضتهم ترامب.
تيد كروز
إذا اختار كروز الترشح في عام 2024، فمن المحتمل أن يتمكن من حشد جماهير ترامب؛ فقد ظل مخلصاً للرئيس وقاد حملة داخل مجلس الشيوخ للاعتراض على إقرار الكونغرس فوز بايدن.
ومع ذلك، يواجه كروز -وكذلك السيناتور جوش هاولي- نداءات من الديمقراطيين لإقالتهما من منصبيهما. إذ ينظر الديمقراطيون في الكونغرس إلى معارضة كروز وهاولي لنتائج انتخابات 2020 على أنها تواطؤ في الأحداث التي أدت إلى أعمال الشغب في مبنى الكابيتول الأمريكي.
وحتى لو حمل وصمة هجوم الكابيتول في السنوات الأربع المقبلة، فإنَّ كروز لديه تاريخ طويل في الحزب الجمهوري، ومن المرجح أن يتمكن من حشد الجمهوريين التقليديين وقاعدة الحزب الشعبوية في حالة ترشحه. ومع ذلك، سيواجه أيضاً معارضة استثنائية من الديمقراطيين، الذين سيكون لديهم الكثير من الذخيرة لاستخدامها ضده في حال قرر خوض معركة عام 2024.
واكتسب كوتون سمعة سيئة خلال الصيف، بعدما كتب افتتاحية في صحيفة The New York Times دعا فيها الجيش الأمريكي إلى الانتشار ضد المتظاهرين المطالبين بالعدالة العرقية في أعقاب وفاة جورج فلويد.
وبالرغم من أنَّ هذه الفكرة كانت شائعة بين داعمي ترامب، من غير الواضح ما إذا كانت شخصية كوتون ستنجح في جذب قاعدة جماهيرية مثلما فعل ترامب.
وسيدخل كارلسون المعركة بشهرة كبيرة، وقاعدة جماهيرية بناها مسبقاً، ومنصة إعلامية، وتاريخ من الدفاع عن أفعال ترامب، مهما كانت شائنة.
وبالرغم من ذلك، لم يصدر عن كارلسون أية مؤشرات تدل على نيته الترشح. وبسؤاله، قال: "لا، لن أترشح لأي منصب".
وليندل، صاحب شركة MyPillow للتصنيع، هو أحد أقوى حلفاء ترامب دعماً له في العلن؛ فقد ظهر في العديد من التجمعات وفي القنوات الإخبارية للدفاع عن الرئيس.
ومع ذلك، ينظر المحافظون الشعبويون إلى ليندل على أنه شخص عصامي صاحب عمل ناجح، وكان مخلصاً لترامب، وردّد جميع أهداف السياسة وخطابات الحرب الثقافية التي حشدت قاعدة الرئيس في المقام الأول. وقد يصب افتقاره للخبرة في مصلحته؛ إذ من المرجح أنَّ ثقة قاعدة ترامب الشعبوية في ساسة المؤسسة تراجعت بعد "خيانة" العديد من المشرعين الجمهوريين للرئيس، إما من خلال عدم دعم مزاعم تزوير الانتخابات أو عدم مساندته في 6 يناير/كانون الثاني. والأهم من ذلك، من شبه المؤكد أنَّ ليندل سيحظى بداعم قوي في حملته الانتخابية؛ ألا وهو دونالد ترامب.