وللصلاة تأثير كبير وفعال في علاج الإنسان من الهم والقلق، وبث الهدوء والسكينة في النفس، فوقوف الإنسان أمام ربه في خشوع واستسلام وفي تجرد كامل عن مشاغل الحياة ومشكلاتها، يبعث الهدوء والاطمئنان، ويقضي على القلق وتوتر الأعصاب الذي أحدثته ضغوط الحياة، وقد كان هذا هديه – صلى الله عليه وسلم – مع الصلاة حتى سماها راحة كما في قوله – صلى الله عليه وسلم -: «قُمْ يَا بِلَالُ، فَأَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ». صححه العلامة الألباني
في هذا الأثر بيان أنّ المحافظة على الصلاة سبب للسرور والسعادة الحقيقية للعبد حينما يلقى الله -تعالى-؛ حيث إنّ الصلاة صلة بين العبد وربه في الدنيا؛ فإذا أدّاها العبد صحيحة الأركان، حاضر القلب ومطمئن الجوارح، كانت له راحة وسكنا من هموم الدنيا، وقرّبته من الله -تعالى-، وجلبت له كل خير ورزق، وإذا صلحت صلاته صلحت حياته وسعد، ومن ثمّ فاز بالنعيم الأبدي في الآخرة.
قال أَبو أُمَامَة: «سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ» قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ: مُنْذُ كَمْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – هَذَا الْحَدِيثَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً».صححه الألباني
وسياق هذا الحديث يدلّ على أن سعادة المرء وفوزه بالجنّة معلق بتقوى الله، وأداء هذه الأركان، ولا يدل الحصر عليها فقط، فهناك أمور أخرى لم تذكر في الحديث، إنّما جاء الحديث في ذكر بعض الأعمال التي يترتب عليها الجزاء بدخول الجنة دار القرار.
وللصيام فوائد عدة: فهو يقوي الإرادة، وينمي القدرة على التحكم في شهوات النفس وأهوائها، وفيه تدريب للإنسان على تحمل الحرمان والصبر عليه، وفي ذلك إعداد له لتحمل ما يمكن أن يتعرض له في الحياة من أنواع الحرمان المختلفة.