من نافلة القول أن نستذكر أننا مجتمع احترف إيجاد الأعذار، فصار ذلك من صفات مجتمعنا السلبية لتاجيل العمل والإنجاز, فقبل رمضان بأسابيع نبدأ بتأجيل العمل, وفي رمضان نبدأ بتأجيله إلى ما بعد عيد الفطر, ويتكرر الحال مع عيد الأضحى وأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات، حتى صارت جل أيامنا ضائعة في دوامة التأجيل, لذلك لم يكن غريباً أن تتحول جائحة كورونا إلى سبب لنؤجل كل أعمالنا وإلتزاماتنا, إلا ما وافق هوانا مما لا يدخل في باب العمل المنتج.
في ظل كل هذا الموات الذي سببته كورونا, حققت شركة البوتاس العربية إنجازاً عالمياً, عندما صدرت قبل أيام أكبر شحنة من سماد البوتاس في تاريخ قطاع الأسمدة الأردني, بلغ حجمها "78090" طن متري, تم تصديرها إلى أسواق الصين, وهذا إنجاز يؤكد أن الإرادة تستطيع قهر كورونا, إذا أخذنا بالأسباب إلى ذلك, وقد قدمت شركة البوتاس العربية الدليل القاطع على هذة الحقيقة, وهذة واحدة تسجل للشركة.
ليس غريباً على شركة البوتاس العربية أن تحقق مثل هذا الإنجاز, لأسباب كثيرة أولها أن الشركة تعمل بطريقة مؤسسية, تضمن لها استمرارية العمل والإنجاز وأول سمات هذة المؤسسية أن الشركة تعمل بروح الفريق, وتوزيع المسؤوليات لتحقق مبدأ المشاركة والاستفادة من كل الطاقات, من خلال اللجان المتخصصة التي تتوزع عليها المسؤوليات ومنها لجان التدقيق والترشيحات, وإدارة المخاطر, والحوكمة, والعطاءات, والمسؤولية المجتمعية.
وعند المسؤولية المجتمعية لابد من وقفة للقول: بأن شركة البوتاس العربية واحدة من المؤسسات القليلة في بلدنا التي تتميز بدور فعال وملموس في مجال أداء المسؤولية المجتمعية, دون أن يقتصر هذا الدور على فئة معينة او منطقة معينة او نشاط معين, فبصمة البوتاس في مجال المسؤولية المجتمعية منتشرة في بقاع الوطن, وفي جل القطاعات خاصة الصحية والتعليمية والشبابية والمرأة ...الخ هذا بالإضافة إلى عشرات ملايين الدنانير التي ترفد بها الشركة الخزينة العامة للدولة الأردنية وبالعملات الصعبة, ناهيك عن الآف فرص العمل التي توفرها الشركة للأردنيين.
وعند فرص العمل لابد من التوقف للحديث بفخر وأعتزاز, عن القدرات الأردنية التي تدير هذا الصرح الأردني العملاق, من أمثال المهندس شحادة أبو هديب رئيس مجلس إدارة الشركة, والدكتور الاقتصادي الالمعي معن النسور الرئيس التنفيذي للشركة, الذي لا يقبل بالعمل المكتبي, بل يواصل كلالة الليل بكلالة النهار, في العمل الميداني حتى في حر غور الصافي, وما أدراك ما حر غور الصافي, ضارباً القدوة لسائر العاملين في الشركة, التي لا يمكن إنكار دور رئيس مجلس إدارتها السابق جمال الصرايرة في ترسيخ مفهوم المؤسسية في عمل الشركة, وهذة كلها شواهد تؤكد أن الأردني قادر على صناعة المعجزات بما في ذلك قهر كورونا كما فعلت شركة البوتاس العربية إن توفرت لهذا الأردني بيئة عمل مناسبة وإدارة مخلصة.
Bilal.tall@yahoo.com